-A +A
بشرى فيصل السباعي
من كان سيصدق أنه سيأتي اليوم الذي تسود فيه أمية ميتافيزيقية روحية في الشرق بينما تزدهر الروحانية الميتافيزيقية في الغرب والذي سخر التكنولوجيا الحديثة لإثبات الحقائق الميتافيزيقية، وأهم عنوان ينضوي تحته هذا التيار هو ما يسمى بـ«ترصد الأشباح-Ghost hunting» وهو مجال جاد دخله العلماء وصناع التكنولوجيا فانتجوا ترسانة من الأجهزة التي يمكنها رصد الكيانات الميتافيزيقية غير المرئية، ومنها؛ جهاز «Puck-Ovilus» فيمكن لتلك الكيانات عبر الطاقة الكهرومغناطيسية اختيار كلمات من قاموس الجهاز، وكاميرا تجسد بهيئة بشرية تجريدية الكيان الميتافيزيقي برصد تغيرات مؤشرات البيئة بحقل ليزر «Xcam SLS»، ومولدات «الضوضاء البيضاء-White noise/‏‏Spirit Box» وهي موجات كالراديو يمكن للكيانات استخدامها للتحدث وبالنسبة لأرواح المتوفين يمكن مطابقة صوتهم عبر الجهاز بصوتهم الذي عرفوا به في حياتهم بواسطة برنامج حاسوبي، بالإضافة لأجهزة قياس التغيرات الكهرومغناطيسية، ومقاييس الحرارة حيث تتغير بوجود الكيانات، ومستشعرات الحركة الفوق صوتية ودون الحمراء، والكاميرات التي تصور أطياف الرؤية التي لا تبصرها العين مثل كاميرا الأشعة تحت الحمراء، وكاميرا الطيف الكامل، وكاميرا الرؤية الليلة، والكاميرا الحرارية، والكاميرا التي تلتقط صورا تلقائيا عندما يمر أمامها كيان ما، والمسجلات الرقمية فهي تسجل أصواتا غير مسموعة بالأذن وتسمى الأصوات بـ«EVPs»، وهناك عشرات البرامج بالقنوات الغربية الناطقة بالإنجليزية للتحقيق عبر هذه الأجهزة بمزاعم الظواهر الميتافيزيقية وتستعين بعلماء وخبراء في شتى المجالات وتحظى باحترام واسع، وعلى سبيل المثال بروفيسور علم النفس «Andrew Nichols» حقق بحوالى ستمائة حالة كيانات ميتافيزيقية ومنها ما كان بتكليف من الجيش الأمريكي والشرطة وأسس «الرابطة الأمريكية للباراسيكولوجي-AIP»، وجميع القنوات الأمريكية السياحية والمعرفية لديها برامج من هذا النوع كـ«قناة الرحلات-Travel Channel»، وفرق البرامج يتنقلون حول العالم للتحقيق بمزاعم السكان المحليين وجود ظواهر ميتافيزيقية ومنها الأطباق الطائرة، أما التحقيق بمزاعم الحيوانات الغامضة فيسمى «Cryptozoology» ويتضمن التحليل الجيني لعيناتهم المزعومة ودراسة علماء الحيوان لصورهم وآثار قوائمهم، و«مصر» أبرز دولة عربية استفادت منها للترويج السياحي، وأبرز هذه البرامج؛

Destination Truth, Ghost Hunters,Expedition Unknown, Ghost Adventures, Mysteries at the Museum, Unsolved Mysteries


وبالغرب تستثمر المناطق والمباني المهجورة سياحيا لتنظيم ما تسمى بـ«-Ghost Tours» (جولات الأشباح) وهي جولات سياحية بالمناطق التي يقال إنها مسكونة وفيها ظواهر ميتافيزيقية ويقوم السياح باستعمال أجهزتهم للتحقيق بتلك المزاعم، وهناك برامج تلفزيونية تجمع ما سجله السياح خلال تحقيقاتهم بتلك الجولات كبرنامج «My Ghost Story»، وأرى أن هذا المجال يمكن أن يصبح أبرز عامل جذب سياحي بالسعودية.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com