-A +A
عبده خال
حدث تاريخي، وخطوة جريئة هي تلك الوثيقة (الأخوّة الإنسانية) التي وقعها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس الأول في ختام المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي في أبوظبي.

كإعلان مشترك عن نوايا صالحة تُحمل رسالتها عبر المستقبل للأجيال القادمة في أن الله خلق الخلق ليكونوا شعوباً وقبائلَ للتعارف والتعايش والتسامح فيما بينهم من غير فواصل دينية أو عرقية، فكل الديانات استهدفت الإيمان بالله وعبادته، وقد منح الله عباده الحياة، فلا يحق لأي إنسان سلب هذه الهبة الإلهية، أو نزعها أو تهديدها بحجة الاختلاف الديني.


إن البشرية وصلت إلى حد التمزق من خلال الحروب والفقر، وليس هناك من أصوات تتضافر لأن توقف هذا الدمار الإنساني، فالأرض تنكمش بما يحدث من تضييق على البشرية فيما يؤمنون وفيما يختارون وفيما يرغبون، وكل ما يحدث من صراعات لا يؤدي إلى شيء سوى حرق الأرض بالمستضعفين من عباد الله.

وعبر الزمن كانت الحروب تتحرك على عجلتي التوسع والاختلاف الديني، ولأن الزمن وصل إلى فكرة التوحد ككتلة بشرية إنسانية تبحث عن الرفاهية والقضاء على الفقر وعدم استلاب الحياة، كان من الضروري إيجاد مخرج يبطل الاقتتال من أجل الاختلافات الدينية، وإذا كانت وثيقة (الأخوّة الإنسانية) قد ظهرت فمن باب أولى أن تجد المساندة من كل قلب محب للخير والعدل والمساواة، وهذه المفردات عاش ومات كثير من الفلاسفة مطالبين بحدوثها على أرض الواقع.

ولأن الحروب هي بيد السياسيين فيمكن تفويت الفرصة عليهم حينما يتم المطالبة من قبل شعوب العالم بإيقاف المراهنة على تثوير الناس للاختلاف الديني، وإن كان في هذا الأمر استحالة يمكن للشعوب ترحيل وثيقة (الأخوّة الإنسانية) للأجيال القادمة ويحدث هذا من كل قلب محب للسلام والتسامح.. فبهذا يعيش أحفادنا بعيدين عن الغلو والتطرف بسبب دين الكل فيه يؤمن بالواحد الأحد.

لنعش بعيداً عن الفواصل التي تفرق بين خلق الله.