-A +A
عبدالفتاح أبو مدين
قرأت في إحدى صحفنا المحلية قول معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، في عنوان عريض: «المراجعة وراء تأخر كتب الثانوي»! وأكبر الظن أن الوزير يدرك أن الإجازة الطويلة للعام الدراسي بلغت ثلاثة أشهر و22 يوماً، وهي إجازة طويلة جداً لا يوجد في عالمنا العربي إجازة بهذا الطول وبهذا العرض إن صح هذا التعبير! ولا أريد أن أجنح إلى العالم الآخر غير العربي!

إن معالي الوزير يدرك أهمية مناهج التعليم، وأن أربعة أشهر تمثل ثلث العام، وأن طول هذه الإجازة الممل في محيطنا المحلي، عبئها يقع على عدم هضم المنهج الدراسي بعامة! وفي تقديري أن شهرين كافيان للإجازة الدراسية لنمكن طلابنا من الجنسين من فهم كتب الدراسة، ويستطيع متعلموها استيعاب المناهج الدراسية والنجاح كما ينبغي، لأن السبل السريعة لا توصل إلى نتائج إيجابية. والخروج بثمار يانعة لا بنجاح ضعيف، والارتقاء بالتعليم إلى مستوى مرضٍ!


إن أي تطوير للمناهج الدراسية يجب أن يتم إعداده قبل مدة طويلة من الزمن لا في آخر شهرين، كما أن إطالة مدة الإجازة حتى تصبح إجازة عامين في عام واحد أمر غير مستساغ، خصوصا ونحن إذا دخلنا إلى عام دراسي جديد وبعض الكتب الدراسية لم تصل إلى الوزارة وبالتالي إلى طلابنا من الجنسين.

ولعلي أذكر كلمة بليغة قالها أستاذنا الدكتور طه حسين رحمه الله حين اختير وزيراً للمعارف عام 1950م قال عميد الأدب العربي يومها «التعليم كالماء والهواء»! وأقول من يستغني عن الماء والهواء؟

* كاتب سعودي