أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://www.okaz.com.sa/okaz/uploads/global_files/author-no-image.jpg?v=1

عبدالفتاح أبو مدين

نذير !

•• قرأت في صحيفة عكاظ بالعدد «18009» الصادر بتاريخ يوم الخميس 6 ربيع الأول قول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لثلاث أمانات في منطقة مكة المكرمة: «خططكم ورق فقط»! ومثلي وربما العديد من الكتاب المحترفين يكتبون حتى بحت أصواتهم عبر صحفنا، وقضوا عقودا يكتبون عن الإصلاح في مختلف شؤون الوطن حتى وصلوا إلى مستوى الملل، وظنوا أن المسؤولين لا يقرأون صحفنا، لكن كتابنا لم ييأسوا، ذلك أنهم غيورون على وطنهم ورقيه، وإن استمر بعض المسؤولين في الدولة على تقصيرهم وصمتهم حتى ظن الكتاب أن لا قيمة لما يكتبون، وأن الدولة لا تحاسب المقصرين على تقصيرهم.
•• والصمت وبقاء الحبل على الغارب شيء طبيعي ما دام لا حساب ولا مساءلة والعلل كثر في دواوين الدولة، وأكثر الموظفين حرصا على الوظائف الحكومية لأنها مريحة جدا ولا أحد يحاسبهم على تقصيرهم وغيابهم، ولا حسم من مرتباتهم حين يغيبون بلا أعذار، وهذا المسلك يعطل أعمال وشؤون المواطن وهلم جرا! ولا خوف من الله، ولا ضير عليهم، وليس في قاموس الأكثرية قيمة «للأمانة» التي أبت السموات والأرض والجبال حملها! وحملها الإنسان إنه كان ظلوما لنفسه، وجهولا لعبء الأمانة والتقصير في أدائها كما ينبغي!
•• والمواطن الواعي يحمل الأجهزة المسؤولة أعباء تقصير موظفيها في خدمة المواطن، وإهمال موظفين كثر يتقاضون مرتبات مجزية، لكنهم لا يعبأون بأداء واجباتهم كما ينبغي، وهم في مأمن من المحاسبة والعقاب!
•• إن ما وجهه سمو الأمير خالد الفيصل للأمانات الثلاث في منطقة مكة من اتهام واقعي وتقصير، موقف يعي عبء الأمانة وتبعاتها، وأن تقصير المسؤولين في تلك الأمانات حقيق بالحزم، لأن المسؤولية لا تتجزأ ولا تهمل ولا يعبث بها! والإنسان الضعيف مسكين حين يفرط في أماناته وتقصيره في أدائها، وما أفدح أعباءها! وأن الجهول أكبر الظن أنه لا يعبأ بأخطارها؛ وأن من أبى قبولها من تلك الكائنات الضخام أكثر خوفا رغم فواتها، خوفا من تقصير يؤدي إلى غضب خالقها سبحانه وتعالى..
•• ولعلي أقول ويقول غيري إن مراكز الخدمات وسواها كلها مسؤوليات تتطلب دقة تعيين من ينهض بها! والأخلاق والقدرات مبادئ أساسية بعيدا عن الوساطة والارتجال! لأن هذه الصفات لا تفضي إلا إلى ما يشبه سوء الاختيار!.
20:06 | 22-12-2015

في إدارة الأحوال المدنية

وإنسان المرجعية الرأسية يأخذ في إقناع كل مراجع بما هو مطلوب منه تقديمه لينال ما جاء من أجله، وأنا مدرك أن طاقة لديها كل الاستعداد لترد على أسئلة بمنطق إقناعي، وإن كان كثيرون من المراجعين لا يقتنعون بما يلقي إليهم المدير العام بلا انفعال ولا رفع صوت ولا ضيق مما يأخذ المراجع في تقديم ظروف عمله وأنه لا يستطيع أن يكرر المجيء، وأن فيهم من يقول إنه جاء من مكان بعيد إلى غير ذلك من الأسباب.. وعندي أن المراجع الذي يريد تحقيق ما يريد، عليه أن يفهم ما هو مطلوب منه توفيره ليريح ويستريح!
لعل الذي أريد أن أصل إليه من خلال هذا الحديث، أن مدير عام الأحوال اكتسب مرانة غرست فيه الكثير من الاحتمال لما يلقي به إلى المراجعين في رده ببساطة وعدم ضيق أو انفعال من خلال الأخذ والرد عبر كل ساعٍ إليه لإنجاز ما يريد.. ومثل الأخ تركي في إدارة تعج بالمراجعين الآلاف خلال أيام الأسبوع، وأنه من النادر جدا أن يحضر مسؤول إلى مكتبه قبل طلوع الشمس ليستقبل نماذج معاملاتهم غير المستكملة لشروطها فيخاطبهم بسبل شتى لإقناعهم أن هذه الإدارة وغيرها تحكمها تعليمات لا تستطيع تجاوزها ولا تجاهلها!
وأقول إن الذي سيخلف الأخ سيتعب كثيرا إذا استطاع الصبر على ما يواجهه طوال وقت الدوام، إنني أتحدث عن جدة وما حولها، حيث تعج بما فيها وما يطرأ عليها، يضاف إلى ذلك الزحمة المرورية؛ لأن المدينة وشوارعها عاجة بالازدحام السكاني، وكأن لسان الحال يردد أننا نبني للأمس وليس للمستقبل القريب والبعيد معا، ومن ذلك يؤدي المقيم والبادي ضريبة معايشته في مدينة تزدحم بالساعين للإقامة فيها؛ لأن فيها كل شيء مما يريدون، وأن مناطقهم لم تحفل بما في سواها من المدن الكبرى، وأقول إن المتطلبات كثرت وتعقدت في عصر السرعة، ولابد من دفع الثمن!
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
21:32 | 30-01-2010

في إدارة الأحوال المدنية

هذه الإدارة كانت قبل نصف قرن وأكثر من ذلك إدارة «التابعية»، وقد عرفتها في منزل ربما تشغل مكتبا محدود المساحة في أحد أدوار المنزل، وكان الرجل المسؤول عن إصدار ـــ التابعيات ـــ اسمه فلان صائم الدهر في «الخاسكية» بجدة أيام زمان، حين كانت هذه المدينة مساحتها كيلو متر مربع، وخارج السور لا يوجد سوى الرويس سكن أصحاب سنابيك صيد الحوت والنزلة اليمانية.. أسوق هذه المقدمة القصيرة بمناسبة الحديث عن إدارة الأحوال المدنية اليوم، التي يدخلها كل يوم بين ألف وألف ومائتي مراجع، فيها خمسون موظفا، العاملين الرئيسيين، ونحو خمسين بقية الموظفين التابعين.. وعبر زيارة دعتها الحاجة إلى تجديد بطاقة العائلة وبطاقتي الشخصية، سألت مدير عام إدارة منطقة مكة المكرمة الأخ تركي محمد صالح الملافخ عن إنجاز معاملات هذا العدد الكبير من المراجعين، فقال إنه يداوم من الساعة السادسة صباحا ويأتي المراجعون من هذا الوقت المبكر ليأخذوا أرقاما تسلسلية ليتقدم كل ذي معاملة وفق تلك الأرقام دون تجاوز غير مشروع للأسبقية الرقمية.
لقد جلست فترة قصيرة في مكتب مدير عام الأحوال المدنية فرأيت أطيافا من المراجعين من مناطق شتى فيها القريب والبعيد وكل مراجع يريد أن يقضي حاجته ويمضي، وهذه الإدارة مثل غيرها مرجعيتها نظام ولوائح لا تستطيع تجاوزها، وهؤلاء الساعون إلى المدير العام كانوا قد راجعوا الموظفين المختصين فقالوا لهم إن التعليمات التي لديهم فحواها: كذا وكذا إلخ، وأن أنماطا من المراجعين مطلوب منهم استكمال النقص لينالوا ما يريدون فسعوا إلى الرأس الإداري، وهذا يأخذ في إفهام المراجع أن التعليمات تحدد الإجراء أو كل إجراء بمتطلبات محددة واضحة. وغداً نكمل.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
21:47 | 29-01-2010

إلى وزارة التعليم العالي

• كتب أحدهم قبل عام أو أكثر يدعو إلى مشروع أزعم أنه ضروري، وهو دعوة وزارة التعليم العالي إلى أن تطلب من الجامعات العالمية أن تفتح لها فروعا في بلادنا، وهذه الخطوة أعلم أنها جيدة وداعمة للذين يسعون إلى الغرب من أجل إكمال دراساتهم العليا.. وجدوى هذا المشروع كثيرة، لعلي في هذه الوقفة آتي عليها بشيء يسير من العرض المحدود، ذلك أن بلادنا تبعث بالألوف إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا، وفيما حولنا من جامعات الخليج والأردن ومصر؛ للدراسات الجامعية والعليا في مختلف التخصصات التي تحتاجها بلادنا، ويريد الطامحون أن يدرسوها لينفعوا أنفسهم وينفعوا بلادهم التي أخذت بأيديهم إلى ابتعاثهم والإنفاق الطائل عليهم من المال.
• عبر البعثات التي انطلقت إلى العالم في الربع الأخير من 2009، سمعت من يقول إن بعض الفتيات اللاتي كن يتطلعن إلى الابتعاث من الطامحات ليدرسن دراسات عليا، اضطررن أن يتزوجن رجالا مبتعثين ليتاح لهن تحقيق رغباتهن؛ لأنهن لا يتاح لهن ذلك وحدهن. وهذه البعثات من الألوف الساعية إلى الدراسة بمراحلها المختلفة، تنفق الدولة عليهم ما يبلغ المليارات، ويتاح لفريق منهم الحظ بمقابلة خادم الحرمين هناك، فيتفضل -حظفه الله- بزيادة مخصصاتهم الشهرية إلى 50 % حتى لا يحسوا بالانشغال بنقص الجانب المالي!.
• هذا الموضوع الذي يأتي في أولويات اهتمام حكومة خادم الحرمين لأهميته نحو الارتقاء بالتعليم بعامة؛ لأنه دعامة النهوض بحياة الأمة، التعليم المتميز الراقي هو الذي يرقى بالأمة الطموحة.. وعنّ لي اقتراح أزعم أنه مجدٍ؛ وهو أن تفتح بلادنا أبوابها للجامعات القوية الراقية في عالم الغرب وغير الغرب لتفتح فروعا لها في الكيان الكبير (بلادنا)، وفي الاقتراح الذي أركن إليه فوائد تبدأ بـ:
أ ـــ توفير الكثير من المال لينفق في داخل الوطن.
ب ـــ الأبناء من الجنسين الذين لا تجارب لهم في الحياة، وجودهم داخل بلادهم يحميهم من الوقوع في المحاذير وشتى الأضرار التي تصادف حياة الغربة للكثيرين الذين لا تجارب لهم حياتية تحمي من الزلل والأذى، وما أمر حياة الغربة لمن لا مرانة لهم.
جـ ـــ الفتيات الطامحات إلى التعليم الجامعي والعالي ينلن ما يردن إذا وجدن فروعا للجامعات الغربية الكبرى في وطنهن، ولا يتزوجن ما لا يردن، وهو ما تدفع إليه للدراسة خارج الوطن.
د ـــ هذا الطرح لا أدعو أن يكون مقيدا، فإن ذوي التوجه إلى الدراسات العليا في التخصصات غير العادية المهمة، يتاح لهم أن يذهبوا إلى كل مصادر الدراسات التي يتطلبها الوطن ليتحقق لأبنائهم ما يحتاجه ويسعى إليه بتصميم وييسر لذوي التوجهات..
هـ ـــ قالوا إن وزارة التعليم العالي حين سئلت عن هذه الحاجة، أي السعي إلى الجامعات التي نحتاج إليها، قالت الوزارة: إن أحدا من تلك الجامعات لم تتقدم بطلب فتح فروع لها في بلادنا.. والذي أراه أن المحتاج هو الذي يطلب ما يريد أن ينال!.
فهل لي أن أدق باب وزارة التعليم العالي لأرجو أن تبدأ الخطوة إلى الانفتاح على ما نتطلع إلى نيله، ذلك أن الحياة تجدد وطموح وارتقاء وإرادة، وفي الأرض علم كثير ومعارف لا حدود لها، والحياة عمل لا نهاية له، وقد أمرنا أن نعمل نحو كل ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا..

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين
تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
21:16 | 25-01-2010

مغارم الثقافة

• الأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز بن الشيخ محمد السبيل، كان بدء المعرفة العابر في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض بمناسبة انعقاد ملتقى قبل نحو عشرين سنة عن ضعف الطلاب في اللغة العربية، وفي الاستراحات بين حلقات قراءة ملخصات البحوث يتوجه المشاركون إلى تناول ما أعد إليهم من شاي وقهوة ومياه وبعض الأكولات الخفيفة، هناك كنت مقبلا إلى تناول كوب من الشاي، وكان الأخ عبدالعزيز غير بعيد من ذلك الموقع، فقرب مني بأدبه وسماحة نفسه ليسألني ماذا أريد؟ فقلت شاكراً شاهياً فقدم إلي ذلك، ومرت الأيام غير بعيدة.. هكذا أحسست بها فإذا بصاحبي يصبح في جدة أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز، وإذا به يأتي إلى النادي الأدبي الثقافي، فأراه مرحباً به حين أقبل مسلماً، وصورته التي انحفرت في نفسي يوم تلاقينا في جامعة الإمام عبر مبادرة كريمة ليقدم إلي ما أردت تناوله.
• وفي النادي شرع صاحبي يشارك في التحاور عبر ما يلقى في منبره، وسرعان ما كان الإيلاف بحميمية وود.. ثم أخذ يدير ملتقى غير منبري بعد أن كان يمارس تقديم هذا النشاط المساند أخي الدكتور عبدالله المعطاني.. كان هذا النشاط المساند داعماً لما يقدم عبر منبر النادي، وذلك في الأوقات التي لا يقدم النادي نشاطا منبريا، حيث أصبح هذا غير فاعل بغياب الرموز الكبيرة التي تحفل بها الساحة!
• وكان النادي قد شرع في إصدار دورياته ــ علامات ــ في النقد التي لقيت رواجاً وحفاوة في الوطن العربي حين بدأنا نطبع في «بيروت» فكانت مشاركة الدكتور السبيل الفاعلة والجادة والداعمة.. حين اقترح إصدار مطبوعتين هما: «نوافذ» لترجمة الأدب العالمي و«الراوي» للقصة القصيرة، وسرعان ما انداحت حماسة الأخ السبيل في تواصل قوي جاد مع المشاركين بمواد للمطبوعتين، ليصبح في النادي وله ثلاث مطبوعات دورية، شقت طريقها إلى عالمنا العربي، بل إن ــ نوافذ ــ تجاوزت الوطن العربي حيث عنت بآدب غير آداب اللغات الإنجليزية والفرنسية إلى لغات أخرى ذات حيوية، وإلى عوالم أخر تتحدث بلغات أخرى.. ويبدو أن المبادرة والانفتاح يشجع ويدفع إلى المزيد من الحماسة والعمل المتواصل، وأقول إن قلقي في العمل يجعل المشارك بحماسته يزيد تجاوباً وجودة أداء وتواصل مع المتجاوبين، وأشهد أن أخي عبدالعزيز كان ينفق من جيبه الخاص في الاتصالات الهاتفية والبريد «السريع» ثم يمارس ذلك من تلقائية؛ لأنه يعشق عمله وإنجازه والمتابعة ليل نهار، فكان بتوفيق الله النجح، حتى إن علامات حفل بها أناس لا نعرفهم كانوا يواصلوننا.. وأقام المغرب لقاء عن الترجمة، ودعا النادي للمشاركة فاختار رفيقنا الدكتور محمد الشوكاني عضو هيئة التدريس في قسم اللغات بجامعة الملك عبدالعزيز، ومرد هذه الدعوة إصدار النادي الدوري «نوافذ» لترجمة الأدب العالمي!
• ولما آذنني أخي السبيل بالانتقال إلى الرياض قلت له: إذا تريد الانشغال عن نوافذ والراوي فإني مضطر إلى إيقافهما! قال إنه: سينهض بهما على الحال التي في جدة، وقد وفى بالتزامه الأخلاقي ومنجزه رغم شواغله لاسيما بعد أن أصبح وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.
• ومن الثقافة إلى الثقافة بكل مسؤولياتها، فكان معرض الكتاب في الرياض الذي تتحمل مسؤولياته وزارة الثقافة وما يصاحب ذلك من نشاط ثقافي، وكان الدكتور السبيل كل شيء في الشؤون والشجون التي تصاحب المعرض وما أكثرها عبر عشرة أيام الحراك فيها ليل نهار في المعرض وملتقياته الثقافية وهمومها التي لا تكاد يقف فيها جانب حتى تجد جوانب.
• والأندية الأدبية لاسيما بعد تغيير مجالس إداراتها قبل أربع سنين، كانت المشكلات والخصام والخلافات المتلاحقة في المناطق المتباعدة والقريبة لأنا في قارة هي المملكة العربية السعودية، إنها حال متواصلة من السعي والعمل، وكل ذلك يواجه رجلا ذا خلق وتسامح وملاطفة وسعة صدرك لتلك الهموم المتجددة والمتواصلة، والرحالة وكيل الوزارة للثقافة: ما آب من سفر إلا ويتبعه ترحال ذو وصب.. أقول هذا حين عرفت أن في بلادنا (81) إحدى وثمانين مكتبة حكومية -خرابة-، وجاب أبو حسان هذه القارة، يتابع ويقف على بقايا ركام لا يلقى شيئا من عناية ولا من رعاية واهتمام، لاسيما أن أمة «اقرأ» لا تقرأ، وحتى لو قرأت لا يستطيع أحد أن يصل إلى ذلك المغلق عليه أبواب مهترئة، أماكن مجهولة ومهجورة وأكثرها بلا محتوى وعليها خيوط بيوت العنكبوت!
• تلك خطرات ذات شجون على أبواب الثقافة ومساربها ودهاليزها.. إنه حصاد الثقافة الذي يشبه حصار الهشيم أحد عنوانات كتب الأديب عبدالقادر المازني.. وإني أعتذر لأخي الكريم حين أعلن أنني لم أقل بعد شيئا مما يجب أن يقال في علاقة سعدت بها إلى جانب علاقات عزيزة وغالية عبر رحلة الثقافة ومغارمها، غير أن صحبة الرجال الأخيار تخفف كثيرا من هموم الحياة وعقابيلها، وحين أتذكر قول شيخ المعرة: «تعب كلها الحياة»، وأجد عوض عنائها، ويكفيني مكاسب لا يقاس عليها صحبة أخوة أعزة في دروب لا تحفها الورود والرياحين، ولكنها مسارات تحوطها الأشواك والعناء، ومع ذلك فهي ممتعة إذا أنجز الإنسان شيئا من طموحاته وأحلامه، وقد كان بفضل الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، فله الحمد.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
21:59 | 24-01-2010

من طموحات خادم الحرمين

في أواخر شهر المحرم 1430هـ، قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله وأعانه وسدد على الخير خطاه ــ قال: إنه يريد أن يكون مجلس التعاون الخليجي خيرا من الاتحاد الأوروبي، وهو الذي استطاع أن يتحد ويوحد عملته باليورو، وألغى عملات دول واستبدلت وفيها القوي مثل المارك الألماني، وأن ذلك الاتحاد برز سريعا بلا تردد لأن تلك الدول أدركت أن في اتحادها قوة لها مجتمعة متعاونة على مصالحها وأهدافها وطموحاتها، والاتحاد والتعاون قوة، ولن أذهب بعيدا إذا قلت إن مجلس التعاون الخليجي يملك مقومات الحياة بلا استثناء، في مقدمة ذلك دينها القويم الذي يدعوها إلى أن «تعتصم بحبل الله جميعا ولا تتفرق..» هذه الأمة لها مجد مزدهر سابق، فأمة لا إله إلا الله قادرة بحول الله وقوته على أن تكون قوة ليست ضد أحد، وإنما لتعزيز كيانها الذي لا ينقصه شيء سوى الإرادة ليصبح هذا الكيان الكبير مجتمعا ذا أيد.
هذه الأمة المسلمة قادرة أن ترقى رقي بناء وقوة مهيبة تعمل لشعوبها، بل لشعبها: «وإن هذه أمتكم أمة واحدة»، فلا يمنعها شيء أن تصبح كما كانت ــ «خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله..» هذه الأمة الخليجية تملك إرادتها إذا شاءت بحول الله وقوته، وهذا الطموح الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ليس عزيزا أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي أمة واحدة.. وهذه الإرادة المجتمعة لا تمس أيا من كيانات دول مجلس التعاون بما يغيرها أو يقلل من شأنها، بل إنه سيجعل منها قوة لها لتحقق بحق مسماها ــ مجلس التعاون الخليجي ــ.. إن هذا الأمل والطموح يسعد هذه الأمة والشعب حين ترقى في مبناها ومعناها وتعاونها، وكله قوة فاعلة كما صنع الأوروبيون، لأنهم أدركوا بإرادة الطموح أن في تعاونهم الفاعل عائدة سيكون على شعوبهم الطموحة إذا ارتقت بالعلم، وهذا العلم كان لنا في أيام خلت، وما أخلقنا أن نستعيده لنمسي خير أمة على الأرض، لأننا نملك مكمن مقومات الرقي مما يهنئ ما يتطلع إليه شعب التعاون إذا تعاون وبدون تضحيات ولا خسائر، بل يرقى كثيرا بحياته لأنه يتملك مقومات هذه الحياة، أمة أزعم أنه لا ينقصها الوعي ولا الطموح الذي تراه وتتابعه عبر وسائل الاتصالات المختلفة وتلمسه حين ترحل إلى دول أوروبا التي اتفقت تلقائيا، فكانت مكاسبها في مختلف جوانب الحياة القوية والفاعلة والمؤثرة، وما أكثر ما نقول ونسمع أن الاتحاد قوة، ووسيلته ــ الإرادة ــ وصدق الشاعر القائل:
«إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة» ويردد الشاعر قوله: «بأن لا تتردد»، ذلك هو إرادة الحياة، والحق أمر عباده بالعمل، لأن العمل النافع المجدي ــ حياة ــ والحياة الحقة قوة لذويها! فهل هذه الأمة تريد وتحلم بأن تعيد سيرتها الأولى؟! تستطيع إذا شاءت بحول الله وقوته، والله يقول لعباده: «وقل اعملوا» ورسولنا صلى الله عليه وسلم وجهنا بقوله: «لا قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية».. ما أسعد شعب مجلس التعاون الخليجي أن تتحقق أحلامه حين تتحقق إرادة قياداته التي تدرك بوعي أن التعاون إرادة تتطلب الإقدام لأنه حياة، ولأنه قوة تعود عليه برقي لا يفله الحديد.. أسأل الله السداد وتوفيقه جل في علاه..

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
21:55 | 23-01-2010

قطار المشاعر

منذ أن سمعت بقطار الشرق في وقت مبكر، وعبر السماع عن القطار كوسيلة نقل آمنة إلى حد كبير بالقياس إلى وسائل النقل المختلفة من طائرات ووسائل بحرية إلى السيارات بأنواعها، كانت تساورني قضية القطار وما ينهض به كوسيلة كبرى، حيث كان قاطرة تسير بالفحم الحجري أيام زمان ثم ارتقى إلى الديزل والكهرباء،، ومنذ سنين غير طويلة أصبحنا نسمع عن القاطرة تجر عشرات (الفراقين) خلفها تبلغ المائة والخمسين، يشغل القطار أربعة أمتار في عرضه ويحمل كل شيء، يسير ليل نهار، ثم تطورت سرعة القاطرة حتى بلغت بل وتجاوزت الخمسمائة كيلو متر في الساعة.
ومنذ عقود خمسة أحلم بأن يكون في بلادي ـــ القارة ـــ شبكة قطارات تجوب هذه المسافات الشاسعة من الشمال إلى الوسط وإلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب؛ وكنت أكتب وأطالب وزراء المواصلات في بلادي أن يشرعوا في ربط هذه القارة بعضها ببعض عبر مراحل، وكان وزراء المواصلات يقولون إن الجدوى الاقتصادية غير مجزية، وهذا القول ارتجالي ولم يكن عبر حسابات ودراسات، ولو اتخذت حسابات مقننة بين ما ينفق على وسائل النقل المختلفة المستوردة لكانت النتيجة أن شبكة السكة الحديدية أوفر كثيرا مما عداها من الوسائل البرية وكذلك استهلاك الطرق إلخ.
وفرحت حين شرعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في تنفيذ «قطار المشاعر المقدسة» لأنها أجدى من الحافلات وأضرارها وما تشغل من مساحات في أم القرى والمشاعر، وعبر ازدياد الحجيج فإن القطار أجدى وأسرع وأوفر تكاليف وانعدام أضرار التلوث الهوائي.. إلخ.
وأعلنت الحكومة أن حج 1431هـ سيكون وسيلته القطار، إذ يؤدي القطار أكثر ما تؤديه الحافلات بمختلف أحجامها، وربما يحتاج في العام الأول لاستعمال القطار لنقل نسب من الحجيج والباقي الحافلات، وفي عام 1432هـ يصبح القطار الوسيلة الوحيدة في نقل الحجاج عبر مكة ـــ منى ـــ عرفات، ذهابا وإيابا، وداخل مكة المكرمة تصبح وسيلة النقل (المترو)، بحيث لا يعول على السيارات إلا في الحد الأدنى للتخفيف من زحمة السيارات لتصبح مكة ساحات للحجيج وحركة الحياة التجارية ومرافق الخدمات في سعة خنقتها السيارات في كل شارع وركن وأنفاق ومنعطفات، لتتخلص رئة البلد الحرام من أذى التلوث أو بأقل نسبة، وربما يصبح في المدينة المنورة مثل ذلك في الزمن القريب، لأن اعتماد وسيلة واحدة في النقل يؤدي إلى المزيد من الاختناقات.. وإننا نترقب شبكة القطارات الطويلة المسافات للحد الكبير من الزحام الذي لا حدود له في السفر بالطائرات وما يكتنف ذلك من ارتباك وضغوط شتى، وحين يصبح في الوطن بدائل متميزة للنقل تصبح الحياة مريحة وأيسر إيقاعا، وأرجو ألا يطول الانتظار لشبكة السكة الحديدية التي تربط هذه القارة عبر أبعادها المختلفة، لأننا في زمن السرعة فهي لغة الحياة مع الإتقان فيما نعمل وننجز ونحقق للوطن والمواطنين وما ينهض بالحياة في حراكها السريع!
في يوم الخميس 14 من شهر محرم 1431هـ قلت لصاحبي أو قال لي صاحبي: دعنا نسعى إلى الساحات التي يسير فيها قطار المشاعر المقدسة فمضينا، وكان الوقت ضحى، فرأينا العمل ماضيا بين المشاعر.. ولفت نظري أعمدة خرسانة ربما بلغ ارتفاها عشرة أمتار، وهي التي ستكون حاملة للقطار أو القطارات في موسم الحج القادم بمشيئة الله، لكني استصعبت ذلك الارتفاع الشاهق، وقدرت أن فيه عسرا على الحجاج وتكاليف مالية؛ عالية وزمن تنفيذ أطول ومشكلات كثيرة أو جزها في النقاط التالية:
1- أكثرية الحجاج من كبار السن وهذه الكثرة لا تتحدث اللغة العربية من الرجال والنساء والأطفال.
2- هذا العلو الشاهق قد يصلح في بلاد ذات مدنية ورقي حياتي مثل المملكة المتحدة واليابان وأوروبا وكندا وأمريكا.. إلخ، لاختلاف الاستعمال والمتطلبات الأخرى.
3- هذا القطار في موسم الحج ينقل الحجاج لمدة سبعة أيام، أو عشرة أيام، إذا استعمل لنقل الخيام وما يلزم من أثاث وما إلى ذلك.. وحين يستعمل القطار لنقل الركاب بين مكة وجدة والمدينة.. إلخ، فإن السلالم الكهربائية التي يصعد منها الحجاج ويهبطون في محطات عرفة ومنى ومكة، سوف تتوقف عن العمل أكثر من أحد عشر شهرا، وسوف تحتاج إلى صيانة متجددة وتكاليف مالية.
4- لو حدث وتوقف القطار بانقطاع الكهرباء سيصبح معلقا لدقائق ولا بد أن في الحسبان أي عطل طارئ.
5- محطات القطار سوف تكون أقل في التكلفة ومدة التنفيذ، وسيكون من السهل إضافة محطات جديدة عند الحاجة.
6- إن تكاليف القطار المعلق ستكون عالية، ثم إن الأيسر لقطار المشاعر أن يسير على الأرض فذلك أيسر من كل الوجوه وبعيدا عن مشكلات تطرأ وفي ذلك تيسير على الحجاج.. ويمكن أن تكون مساراته لا تتعارض مع مسارات السيارات بكل أشكالها، وتحاط جوانب السكة الحديدية بأسلاك وشبابيك حديدية ولهذه السياجات أبواب تفتح وتغلق.
7- إذا أريد مرور السيارات من تحت مسار القطارات فإنه يعمل أبراج على ارتفاع حد أقصى خمسة أمتار، والسكة الحديدية تتدرج في ارتفاعها وهبوطها في حدود تلك النسبة من الارتفاع التي أشرت إليها.. وأؤكد أن ما عنيت هو التيسير الأجدى للأخذ به، وأعتقد أن الأمر ما زال في بداياته والأخذ به لا يعطل إلا الأعمدة الخراسانية التي عملت.. وإني أرجو أن يعاد النظر في موضوع القطار المعلق، لأنه لا يصلح لا في المشاعر ولا عبر الطرق الطوال عندنا، راجيا استدراك المشروع قبل فوات الأوان، لأن حركة قطار المشاعر المقدسة تلتمس فيه كل أسباب اليسر والتيسير، إذ لا ينسحب عليه ما عمل ويعمل في الشرق أو الغرب، لأنه لا يوائم حال الحج والحجيج.. والله المستعان.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
22:09 | 22-01-2010

الارتقاء بالتعليم

• قالت ملكة فيلندا قبل عام ونيف من خلال قناة الجزيرة: «إننا لا نملك بترولا ولكننا نملك تعليما عاليا، فإذا أرتم الارتقاء فاهتموا بالتعليم».. وسمو وزير التربية والتعليم قال في عام مضى: إننا سننهض بالتعليم بعد «ألف يوم» وأقول إن شاء الله، إذا صح منا العزم.. ولعلي وأنا مشغول بالتعليم ورقيه، ذلك أننا نحب أبناءنا ونريدهم من الجنسين أن يصبحوا دعامات لوطنهم بعلمهم ونجاحهم، ومن مقومات التعليم كما لا يخفى على ذويه العاملين الفاعلين، إنهم في طليعة المقومات: معلم واع مخلص ومنهج قويم قوي لا يملأ أدمغة متلقي التعليم بزخم التلقين، فالتلقين مرحلة متأخرة مضى وقتها الرتيب المتعثر، والتعليم أمانة في كيان وزارتيه التعليم العام والتعليم الجامعي العالي، وما أثقل أعباء الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال ــ أبين أن يحملنها ــ، وحملها «الإنسان»!.
• ولعلي أرجو بهذه الكلمة السريعة العابرة، وأنا أذكر: أن البدء من البداية «أرجو مخلصا أن نرى البدء الميسر من اليوم قبل فوات عام على قيادة وزارة التربية والتعليم الجديدة التي توشك أن ينسلخ عام من شأنها المجدد، يقوده أمير خليق أن يحقق لا أقول المستحيل وإنما سبل الارتقاء بالتعليم العام لأنه أساس لبنات كيان التعلم، فإنه إن صلح، صلح كيان التعليم المجدي، ويبقى بعد ذلك التعليم الجامعي، وإني من سنين خلت أمثل التعليم العام، فأشبهه ببناء عمارة، وأقول: بقدر الاهتمام بتنقية تربتها وقوة أعمدتها المسلحة وجدرها وسقوفها، بقدر الاهتمام المحقق لقوة البنية بقدر الاعتماد عليها ككيان لا يعروه الضعف والاهتزاز الذي يقوضه!.
• أريد اليوم قبل الغد من سمو وزير التربية والتعليم وأعوانه سواعده اليمنى أن نسمع منهم خطوات الشروع في إصلاح هذا الأساس الأول ــ التعليم العام ــ، أريد أن أقرأ خطوة هينة ميسرة، وهي أن يسلخ من منهج التعليم لطلبة وطالبات الثانوية ــ علمي ــ، أن يسلخ من المنهج كل مواد الدروس العربية، والإبقاء على دروس تخصص العلمي وهي: الفيزياء، والكيمياء والرياضيات واللغة الإنجليزية والأحياء.. وهذه الخطوة الميسرة لا تحمل الوزارة أية أعباء، بغية أن يكون منهج الثانوية ــ العلمي ــ متميزا، وأن يكون معلموه ومعلماته في مستوى النهوض القوي الشامخ.. وبهذه الخطوة التي كتبت من سنوات وتمنيت أن يتحقق هذا الإصلاح الذي يدعم ويعين طالب وطالبة الثانوية ــ العلمي ــ على التفوق في الامتحانات ولا سيما في آخر مرحلة الثانوية.. وأقول ما حاجة طلاب العلمي من الجنسين بمقرر الشعر الجاهلي العسير لغته وفهمه، وبقية الدروس العربية، ذلك أن الفريقين من الطلاب قد درسوها أعني دروس العربية عبر ست سنوات في الابتدائية وثلاث سنوات في مرحلة الإعدادية، ولكي نعينهم على النجح والتفوق في شهادة الثانوية، أن يفرغوا إلى متطلبات هذا التخصص! فهل أتوقع أن أسمع بشارة الأخذ بهذا الاقتراح الذي أريد به الإصلاح وحده والإفادة الناجعة التي تؤدي إلى قوامة متطلبات القوة في التحصيل المركز للتخصص العلمي وحده.
• وكلمة أخرى مهمة، وهي أن المناهج الدراسية ليست سلعة يمارسها غير أهليها فتكون أعباء الركون إلى الوراء، على حين أن الحياة غاذة السير بكل سبل التطور والرقي والتجديد لما يوائم الحال المتجددة فيها كل يوم مقومات التطور والرقي الحضاري بكل روافده ودعائمه، لأن في الأرض اليوم علوما كثيرة متجددة، ذلك أنها حياة الحياة.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسـافة ثم الرسـالة

21:35 | 21-01-2010