-A +A
أحمد عجب
شهدت الساحة الاجتماعية تنافسا محتدما بين العديد من القضايا التي حصدت أكبر نسبة من المناقشات والتصويت، وكعادتنا السنوية سوف نبدأ من القضية الحاصلة على المركز الأخير صعوداً حتى الوصول إلى المراكز الأولى، وقد فجرت بعض القضايا المفاجأة المدوية بدخولها في سباق (التوب 10) وحصولها على مراكز متقدمة، على حساب القضايا الحيوية التي تهم الشارع المحلي، والتي يحتاج المواطن لعلاجها حتى يستطيع مواكبة التغيرات الاقتصادية!؟

جاء بالمركز العاشر: تنظيم زواج القاصرات، وفي المركز التاسع: إعادة صندوق التنمية العقارية لوضعه السابق، وبالمركز الثامن: مغادرة السجينات المفرج عنهن دون حضور أولياء أمورهن، فيما حل بالمركز السابع: مستقبل التأمين الطبي للمواطنين، وبالمركز السادس: دراسة نظام العمل التطوعي، وبالمركز الخامس: التوجه لإصدار نظام مكافحة (السمنة)، وهنا، سوف نضطر للانتقال لفاصل غذائي قصير لنلتهم خلاله (كبسة لحم) مع مشروب دايت.


عدنا لكم أعزاءنا، مع التنويه إلى أن المفاجآت بهذا السباق لم تتوقف، حيث حصد المركز الرابع: المطالبة باستكمال رأسمال صندوق التنمية الزراعية ليتمكن من دفع الإعانات المتأخرة ودعم المزارعين للتوقف عن زراعة الأعلاف، وبالمركز الثالث: دراسة مشروع اللائحة التنظيمية الموحدة لمجالس شباب المناطق، وبالمركز الثاني: قضية منع الولاية عن المرأة، فيما توج بالمركز الأول وبفارق تصويت كبير جداً عن بقية المنافسين: تجنيس أبناء المواطنة ومعاملة زوجها الأجنبي وأبنائها معاملة المواطن؟!

الحظ العاثر للقضايا الهامة في زمننا يشبه إلى حد كبير حظ الأغاني الطربية «المكبلهة» التي دائماً ما يستحسنها الجمهور الراقي لكنها سرعان ما تخرج من السباق في حضرة الأغاني «المبتذلة»، وأقرب مثال على ذلك النجاح اللافت ومنقطع النظير لأغنية (كيكي)، فيما لا تزال القضايا المصيرية: كالبطالة، ووضع حد أدنى للأجور، ورفع رواتب المتقاعدين، وإسقاط ديون المرابطين، وتخفيض تعرفة الكهرباء، في طور المناقشات!