-A +A
ناصر البقمي
عُمان التي يتم الحديث عنها بشكل موسّع خاصة في دول الخليج، أصبحت مؤخراً تجد نفسها ملتزمة سياسياً بأمن المنطقة، ومبتعدة عن الحياد الذي كانت تُوصف به والذي يبدو أنه قد انتهى ومن الصعوبة العودة إليه خاصة أنه بالأمس القريب أعلن مجلس التعاون الخليجي عن مشاريع رائعة تهم شعوب دول الخليج وتتعلق بالصحة والتعليم والعمل والإقامة وتَملّك المباني ونحو ذلك، وتأتي هذه الخطوة الإيجابية من سلطنة عُمان لتصب مرة أخرى في مصلحة دول الخليج في انضمامها للتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، وهذا يعني مؤشر على تغيّر جذري ليس في السياسة العُمانيّة فحسب بل في السياسة الخليجية بشكلها العام.

السؤال الأهم هو: هل التحالف الإسلامي العسكري بحاجة لعُمان بعد تجاوزه 40 دولة أم عُمان أدركت أهميته؟ حتّى نُجيب على هذا السؤال الذي سيكشف أهميّته، فإنّ التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب أصبح قوة كبرى من حيث قراءة أهداف التحالف، ومن حيث الدول المُشاركة، ونوعيّة هذا التحالف، يضيف اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي يسعى جاهداً وبشكل إقليمي ودولي لتقديم هذا التحالف الإسلامي كقوة كبرى في حماية المنطقة ومحاربة الارهاب.


يمكن القول إن سلطنة عُمان اليوم دعم إضافي للتحالف الإسلامي العسكري، وهذا يتأكد في تفعيل الشراكات الدوليّة والتعاون في الحرب على الإرهاب. التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب أثبت فاعليته وقوته في استقطاب دول عديدة، حتى الدول التي لم تقتنع به سابقا، وهذا يعني بوضوح ليس نجاح التحالف الإسلامي بل يتجاوزه إلى التحالفات القوية التي رسم ملامحها سمو ولي ولي العهد في قيادة المملكة للعالم الإسلامي.

قد يُطرح التساؤل التالي: لماذا تأخرت سلطنة عُمان في الانضمام للتحالف الإسلامي العسكري حتى نهاية عام ٢٠١٦؟ من المؤكد أن هناك سياسات كثيرة قد تتغيّر مع بداية عام ٢٠١٧، فالإدارة الأمريكية القادمة تتوعد بشتى الصور الحكومة الإيرانية، ويتمثل ذلك بتهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتمزيق الاتفاقية النووية، كما أنه يظهر بوضوح في الجانب الآخر التقارب التركي الروسي على حساب إيران التي تحاول أن تكون رقماً صعباً في العراق وسورية.