-A +A
محمد آل سلطان
كونك وزير خارجية لبلد مؤثر مثل المملكة العربية السعودية فهذه مسؤولية عظيمة.. وكونك تأتي كخليفة للأمير العملاق سعود الفيصل فهذا يضيف مسؤولية أكبر على الحقيبة التي تتولاها.. الجميع في الداخل والخارج سيرقب ويرنو إلى الرجل الذي كان جديراً بثقة الملك سلمان حفظه الله لخلافة الأمير الراحل رحمه الله.. ليس خشية عليه بقدر ما هو إحساس عظيم بأن البلاد بحاجة فعلاً إلى وزير من النمط العالي يدافع عن المواقف السياسية للمملكة ويتولى رعاية وتعزيز شبكة علاقاتها الممتدة شرقاً وغرباً.

عادل الجبير وزير الخارجية السعودي المدهش الذي تشع ملامحه ذكاء ونباهة وبداهة.. هو رجل بلا مبالغة «متعوب عليه»، حيث تلقى تعليمه الأساسي في المدرسة الألمانية الصارمة، وتفوق في دراسته العليا في الجامعات الأمريكية حتى نال أعلى أوسمتها، ورغم هذا وذاك إلا أنه مشبع بعمق بثقافته العربية والإسلامية.. صاحب الملوك في مهماتهم وجولاتهم، ونهل من مدرستي الأميرين سعود الفيصل وبندر بن سلطان فكان التلميذ النجيب والوزير الكفؤ المميز الذي تقدمه السعودية للدبلوماسية في العالم..


لقد كان من حسن طالع السعوديين أن يكون وزير خارجيتنا بهذا المستوى الرائع ثقافة وسياسة وحضورا؛ ففي ظل الهجوم الذي تتعرض له مملكتنا العزيزة، ومحاولة تشويه صورة الإسلام وربطها بالإرهاب والتخلف، وفي ظل الملفات المعقدة التي تعمل عليها الدبلوماسية السعودية في المنطقة وفي ظل أداء إعلامي لم يرتق إلى حد الآن لمستوى حجم مكانة المملكة وتحدياتها الراهنة! شكّل حضور عادل الجبير الصورة الأجمل للسعودية الشابة التي لا تتوقف عن إنجاب الكفاءات ورجالات الدولة والسياسة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بإذن الله.

ولهذا فإن فرح السعوديين بأداء الجبير الإعلامي والسياسي اللافت وتناقل تصريحاته وإجاباته السريعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعكس الفرح الذي شعروا فيه بأن قلقهم الكامن على هذه الحقيبة الوزارية المهمة قد تبدد وأصبح من الماضي.. وهو تأكيد آخر على أن سياسة المملكة الخارجية تحظى بتأييد شعبي في الداخل السعودي.. إنه وزير خارجية بارع رجل دولة ومحافل يعرف أن الأكاذيب الكبرى تنسفها الحقائق الصغرى ببساطة..! تدهشك قدرته على نسج الإجابات الصعبة في القضايا الكبرى وحبكها في بضع دقائق وكأنه يقرأ من كتاب أو شاشة!

الوزير الجبير مدرسة كبيرة يمثل بجدارة حكمة قادته وثقل بلاده السياسي والاقتصادي ورمزيتها الدينية في العالم ويدافع عن سياسة وطنه داخلياً وخارجياً بتمكن وشراسة ويعري الدعاوى الباطلة حول الإرهاب وداعش ونظام إيران الطائفي وجاستا...إلخ. مسؤول يزن كلامه بمثقال من ذهب!! يعرف متى يكون حاداً كالسيف؟ ومتى يكون ساخراً كبرنارد شو؟! وأنا كمواطن سعودي أتشرف وأفتخر بالكتابة عنه.

وقفة ختام:

أرسلت مشكورة هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» توضيحاً على مقالي الأسبوع الفارط (الوازع الديني.. عند الكفار!!) الذي أحال في موضوعه إلى التقرير الصادر من «نزاهة» المتضمن الإشارة إلى ضعف الوازع الديني كسبب أول للفساد من ضمن عدة أسباب أخرى ذكرها التقرير، وأوضحت الهيئة أن ذلك كان عبارة عن دراسة اعتادت الهيئة تنظيمها سنوياً لاستطلاع آراء عينة عشوائية من المراجعين والموظفين حول الفساد في الجهات الحكومية والخدمية.