-A +A
صالح الفهيد
من منا لا يعرف سوسة النخيل الحمراء؟ هذه السوسة لها خاصية خطيرة وهي أنها لا تكتشف في الغالب إلا بعد أن تكون قد قضت على النخلة المصابة، لأنها ببساطة تتسلل إلى جوف وقلب النخلة وتبدأ تنخرها من الداخل حتى تسقطها، وعندما تكتشف غالبا يكون قد فات الأوان على إنقاذ النخلة.

أنديتنا الرياضية معظمها، ابتليت بسوسة تشبهها، أسميتها سوسة الأندية السوداء، وهي كائنات بشرية فتاكة، تلعب أدوارا تدميرية داخل هذه الأندية، وقد تكون السوسة إداريا، أو لاعبا، أو عضوا شرفيا، أو حتى إعلاميا، لكن يبقى دورها وتأثيرها داخل النادي واحدا، يشابه ما تفعله السوسة الحمراء بالنخلة، وهو النخر من الداخل.


ونادي النصر كغيره من الأندية أصيب في هذه المرحلة بهذه الآفة القاتلة، وهي لا تزال تنخر جسده، بإثارة المشكلات والفتن بين أبناء النادي، ومحاربة المخلصين ممن هم على غير توافق مع «المعزب» الذين يظن السوس الأسود أنه يعمل لخدمته، ورهن إشارته، وأنه يقف معه مناصرا في وجه خصومه، حتى لو كان ثمن ذلك هو تدمير النادي والقضاء عليه، فالمهم بالنسبة للسوس الأسود هو أن ينتصر «المعزب» على جميع خصومه بأي ثمن.

ومشكلة النصر مع «السوسة السوداء» أنها أصبحت تمارس مهمتها التدميرية أمام أنظار الجميع، وأحيانا باسم «المعزب» متنكرة بشعارات مصلحة النادي، والدفاع عنه، ومحاربة خصومه، في حين إنها تؤذي النادي أكثر مما يفعل خصومه الحقيقيون.

والمثير للغضب والاستياء البالغ هو أن كبار النصر لا يفعلون شيئا لمكافحة السوس الأسود، وحماية النادي منه، بل إنهم متهمون في بعض الحالات بتشجيع هذا السوس واستخدامه وتوظيفه للعب بعض الأدوار التي تخدم مصالحهم الضيقة في إطار صراع الأجنحة داخل النادي.

بالطبع لن آتي هنا على ذكر أسماء، فالسوس الأسود الذي ينخر في جسد الكيان النصراوي بات معروفا للقاصي والداني، ومعروفا من يدعمه ويوفر له الفرصة ليواصل مهمته التدميرية.

وجمهور النصر الذي يتابع بحزن وألم وإحباط ما يجري هذه الأيام في البيت النصراوي من صراعات وخلافات متعددة الأطراف يضع يده على قلبه خوفا على مستقبل الكيان ولسان حاله يردد: «اللهم اكفني شر أصدقائي، أما أعدائي فإني كفيل بهم».