أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/232.jpg&w=220&q=100&f=webp

صالح الفهيد

هل يتقشف الرياضيون؟

يمكن وصف هذه المرحلة التي تدخلها بلادنا بدءا من العام الجديد 1438 وتمتد لسنوات بحقبة «الترشيد والتقشف والحد من الهدر والفساد». وهي مرحلة تتطلب من جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وهيئاتها المشاركة بمنتهى الجدية في هذا التوجه، وتكريسه وترسيخه عبر سياسات وخطوات فعلية وحقيقية على أرض الواقع.
واعتقد أن قطاعنا الرياضي معني كثيرا بهذا التوجه الذي تعتمده بلادنا كسياسة عامة، فالقطاع الرياضي عرف باعتباره وسطا يشهد أسوأ مظاهر الهدر والإسراف والتبذير وسوء الإدارة المالية، فضلا عن مظاهر الفساد المالي التي لا تخطئها العين أينما يممت وجهك في الأندية والاتحادات وغيرها.
فلا يمكن لقطاعنا الرياضي بكل مكوناته أن يستمر في عبثيته وإسرافه وتبذيره، بينما كل ما حوله في البلد يتقشف ويرشد ويحد من الهدر والإسراف.
ولا يمكن للهيئة العامة للرياضة أن تغني خارج سرب مؤسسات الدولة الأخرى وتستمر في اعتماد أساليبها القديمة في الإنفاق وجمع الإيرادات، ويتوجب عليها أن تنضم سريعا إلى نفس السياق الذي تنتظم فيها مؤسسات الدولة في هذا التوجه، وعليها أيضا أن تراجع كل أنظمتها وبرامجها وآلياتها المالية.
ولا يمكن للاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتجاهل هذا التحول الذي تعيشه بلادنا، ويستمر في إساءة استخدام موارده، بطريقة لا تراعي عنوان المرحلة، وأقصد «الترشيد والتقشف والحد من التبذير والإسراف والفساد». كما لا يمكن لأنديتنا الرياضية أن تستمر في إسرافها وهدرها للأموال بطريقة غير مسؤولة، كما كان يحدث خلال الأعوام السابقة، ولن يعفيها أن تكون بعض أموال وإيرادات النادي من تبرعات أعضاء الشرف، من ضبط مصروفاتها، وضمان أن لا يشوبها أي شكل من أشكال الهدر والتبذير والإسراف.
أعرف جيدا أن وسطنا الرياضي تطبع لعقود طويلة بنمط من الممارسات المالية العبثية التي أقل ما توصف به هو أنها غير مسؤولة، وأعرف أن الجهات والقيادات المعنية فيه ستجد مشقة في تصويب مسارها وطريقتها، لكن ربما من حسن الحظ أن الهيئة العامة للرياضة يقف على رأس هرمها رجل عرف عنه حسن التدبير المالي، وهو يستطيع من موقع المسؤولية أن يساعد كثيرا الوسط الرياضي في التخلص من سماته وعاداته المسرفة والمبذرة التي لا تتفق مع المرحلة الجديدة التي دخلتها بلادنا.
21:15 | 30-09-2016

الهوى شرقي

يبدو أننا سنشهد هذا الموسم دوريا مختلفا، فرس الرهان فيه أندية الوسط، وتحديدا أندية الشرقية التي قدمت حتى الآن مستويات ونتائج رائعة ومفاجئة.
صحيح أن الحكم على مصير الدوري، وهوية البطل، يبدو مبكرا جدا، فمازال أمامنا مشوار طويل سيكون حافلا بالتقلبات، لكن الجولات السابقة أعطت مؤشرات قوية على أن الفرق الكبيرة تعاني مشكلات فنية حقيقية، تختلف من فريق لآخر، وهي لم تقدم حتى الآن ما يطمئن جماهيرها على قدرتها على المنافسة بقوة على بطولة الدوري، هذا فضلا عن فقدانها نقاطا مهمة كانت تعتبر سهلة ومضمونة.
شخصيا أعتبر ارتفاع مستويات فرق الوسط والفرق الصغيرة، ونجاح بعضها في مقارعة الفرق الكبيرة بالمستويات والتفوق عليها، وكسب بعضها نتائج مبارياتها مع الفرق الكبيرة كما فعل الاتفاق أمام النصر والهلال، إضافة مهمة للدوري تعزز من قيمته الفنية، وترفع من حرارة المنافسة فيه، وتوسع دائرة المرشحين للبطولة، بدلا من أن تبقى محتكرة بين أربعة فرق كما هو الحال في غالبية المواسم.
ويلفت الانتباه هذا الموسم الحضور المبهر لفرق المنطقة الشرقية التي نجحت حتى الآن في أن تضع لها بصمة مميزة تعيد الوهج للكرة في هذه المنطقة الغالية، وتعيد لها مكانتها على خارطة الكرة السعودية بعد أن تراجعت وغابت عدة مواسم كان الاستثناء فيها الومضة الجميلة لفريق الفتح التي سرعان ما انطفأت واختفت.
وحتى لا أبدو متسرعا في الحكم، أقول إن الدوري طويل، وسيحمى الوطيس فيه مع تقدم المنافسة، والكلمة الأخيرة فيه ستكون للفرق ذات النفس الطويل، ومن تمتلك الإمكانات الفنية الكبيرة، ودكة الاحتياط المدججة بالنجوم التي تعوض بها غيابات الإصابات وغيرها.
وكما يقال كلما تقدم السباق تقطعت الجياد، فمن المؤكد أننا سنشهد في الجولات القادمة من الدوري تبدلا حقيقيا في حال الفرق ومراكزها، وستتضح أكثر خارطة المنافسة على اللقب.
لكن هذا لا يمنع بأي حال من الأحوال أن نقف مبتهجين ومصفقين للفرق التي تبهرنا الآن بمستوياتها ونتائجها والتي تعلن لنا الآن وبقوة أنها لن تكون لقمة سائغة للفرق الكبيرة، ولن تبقى تلعب دور تكملة العدد.
22:27 | 23-09-2016

الجاهلية الرياضية

أحاول قدر المستطاع أن أقدم صورة متفائلة عن وضعنا الرياضي، لكن أحيانا لا مفر من قول الحقيقة كما هي لا كما نحب أن تكون.
والحقيقة هي أن مشهدنا الرياضي بمؤسساته وإعلامه وأنديته واتحاداته ولجانه وحتى جمهوره، بلغ ذروة التأزيم والاحتقان ووصل الدرك الأسفل من الإسفاف والابتذال.
ولا شيء يبشر بأن وسطنا الرياضي سيخرج من دوامة المواقف العدائية المتصاعدة، وسط حالة مزمنة من عدم الثقة بين مكونات هذا الوسط، فلا أحد يثق بأحد، ولا أحد يضع سقفا لهذا التصعيد المستمر في السجالات والخلافات التي يراكمونها بطريقة عجيبة تثير أكثر من علامة استفهام.
والمثير أن هذا الوسط أدمن الاهتمام بالهوامش على حساب الأصل، فغيبت قضايانا الجوهرية والكبيرة، فيستغرقون وقتا طويلا في نقاشات عبثية حول صغائر الأمور، في حين أن قضايانا الكبرى خارج اهتمامهم ومتابعتهم، ولم يعد لها مكان وسط صخب القضايا الهامشية، بل والتافهة أحيانا، أصبحوا ينظرون لقضايانا الوطنية والجوهرية من ثقب أبواب أنديتهم، ويقيمونها من الزوايا الضيقة المحكومة بمصالح تتعارض وتتناقض غالبا مع مصالح رياضة الوطن، يختصرون رياضة الوطن في قضايا صغيرة وعابرة لأنديتهم، بل وأحيانا قضايا شخصية لهذا المسؤول أو ذاك.
لقد أصبح غالبية أفراد وسطنا الرياضي أسرى حالة غرائزية «جاهلية» في الاصطفاف، حتى تحولت الأندية بالنسبة لكثيرين إلى وضع يشبه القبيلة في العصر الجاهلي، الكراهية تحكم نظرة كل فريق إلى الآخر، يعززها اتهامات متبادلة، وتراشقات لا تتوقف، ينتقص فيها كل طرف من الآخر، ويحاول أن يحط من قدره وشأنه وتاريخه ومكانته.
لقد وصلنا في مشهدنا مرحلة بالغة الخطورة، وصارت منتخباتنا وأنديتنا تقدم أدنى المستويات وأضعف النتائج، وتراجعنا كثيرا في كل المجالات الرياضية، فيما بات وزننا الرياضي إقليميا وعربيا وقاريا أقل من وزن دول صغيرة هامشية.
ولهذا كان من الطبيعي أن تنطلق أصوات استغاثة تطالب بتدخل الجهات العليا لوضع حد لهذا الانهيار المستمر، خصوصا بعد أن ثبت عجز القائمين على مؤسساتنا الرياضية عن إنقاذ الموقف، بل أن هناك من يراهم صاروا جزءا من المشكلة، وبالتالي فلا أمل أن يكونوا جزءا من الحل.
20:37 | 16-09-2016

المدلل

آخر شيء كان يتوقعه جمهور النصر في هذا التوقيت هو هذا النوع من الخلافات الداخلية الحادة بين أقطاب إدارة النادي.
أجل، لم يكن يتصور أحد أن تشهد إدارة النصر انقساما يؤدي إلى استقالة بدر الحقباني، وينذر باستقالات أخرى قد يكون من بينها استقالة نائب الرئيس المؤثر المهندس عبدالله العمراني التي تشير بعض المصادر إلى أنها مطروحة على الطاولة، وتقديمها مرهون بنتائج المشاورات التي تجري على أعلى المستويات في البيت النصراوي.
ولم يعد سرا القول إن النجم «المدلل» حسين عبدالغني هو المتهم الرئيسي في المشكلات التي تعصف بالنادي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وهو متهم بأنه يستغل الحظوة الخاصة التي يحيطه بها رئيس النادي فيصل بن تركي في التدخل في تركيبة العمل الإداري بالنادي، ويذهب البعض إلى اتهامه بأنه يبتز النادي باعتباره مدينا له برواتبه لسنوات عدة.
وخطورة أزمة النصر الإدارية هي في أن ما ظهر منها ليس سوى رأس جبل الجليد، والجزء المغمور من جبل «الأزمة» هو الأكبر والأخطر، باعتبار أن عبدالغني هو رجل فيصل بن تركي، والحقباني هو رجل عبدالله العمراني، وحتما فالمواجهة لن تقف عند اللاعبين الصغار وستطال في نهاية المطاف من يقف وراءهما من الكبار وأعني رئيس النادي من جهة ونائبه من جهة أخرى، وهذه المواجهة إن لم يجرِ تلافيها واحتواؤها من قبل أعضاء الشرف فهي لن تنتهي مفاعيلها باستقالة العمراني من إدارة النادي، بل إنها ستمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، وهي حتما ستتسبب في حالة استقطاب قوية داخل البيت النصراوي، وهذا ما يدركه ويعيه جيدا رئيس أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود الذي دعا لاجتماع شرفي عاجل.
فريق من النصراويين يلقي باللائمة في كل ما جرى ويجري بالنادي على فيصل بن تركي وهم يأخذون على رئيس النادي انحيازه دائما لعلاقاته الشخصية ولو على حساب مصالح النادي، وهم إذ يستذكرون مواقف سابقة وقف فيها فيصل بن تركي إلى جانب أصدقائه بما يضر بمصلحة النصر، يحملونه اليوم مسؤولية تمادي لاعبه «المدلل» حسين عبدالغني في ممارساته وتجاوزاته، وهم في الوقت نفسه يتساءلون عن سر هذا النفوذ الذي أصبح عبدالغني يتمتع به داخل نادي النصر.
ودون شك فالنصراويون مختلفون حول هذا الخلاف، لكنهم متفقون على خطورته على مستقبل النادي في الدوري، وهم واثقون بأنه ما لم يتم احتواؤه وتطويقه سريعا، ومعالجة تداعياته وانعكاساته، فإنه سيلقي بظلال قاتمة على مجمل الأوضاع بالنادي.
وينظر النصراويون للاجتماع الشرفي المرتقب باعتباره محطة مفصلية في هذه الأزمة، وهم يعلقون آمالا عريضة على حكمة وحنكة الأمير مشعل بن سعود في تجاوز هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر والأضرار، حتى لو كان الثمن هو طرد حسين عبدالغني من النادي.
21:51 | 9-09-2016

مكالمة مع مشعوذ


تقول النكتة المتداولة منذ أيام، إنه بسبب مرحلة التقشف التي دخلناها مؤخرا، حتى سحرة أفريقيا قطعوا اتصالاتهم عنا.
لكن يبدو أن أحد هؤلاء المشعوذين من السنغال لم تصله أخبارنا بعد، فقد اتصل بي منذ يومين وبعد السلام والذي منه، عرف بنفسه أنه الشيخ عبدالرحمن وقال: بينما كنت نائما بعد صلاة الفجر اليوم أتى لي بالمنام شخص وحملني لك رسالة خطيرة ومهمة، وأنه «أي الشيخ عبدالرحمن» اتصل بي من أجل أن يبلغني الرسالة.
تظاهرت «بالدلاخة» وأنني بلعت الطعم، وسألته بمنتهى الاهتمام والتلهف عن مضمون الرسالة، فقال بصوت واثق: هناك من عمل لك عملا، ولهذا كل خطواتك ومشاريعك متعثرة، وأنه يستطيع أن يخلصك من هذا العمل بعد الدفع له، لتفتح لك الحياة أبواب النجاح والتفوق.
وافقته على كل ما قال، وأبديت له استعدادي لدفع أكثر مما يتوقع شريطة أن يسأل صاحبه هذا، هل يشم رائحة ترتيبات دنيئة لتمكين الهلال من الدوري كما شمها الدكتور عبداللطيف بخاري؟ رد متسائلا: مين بخاري؟ لم أجبه بل طلبت منه أن يسأل صاحبه: هل يشمون في السنغال الروائح المختلفة التي تنبعث من بعض الأندية ومن الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ ولم أترك له فرصة ليقاطعني، وسألته بشكل متتابع: هل لا زالوا كمشعوذين يتلقون طلبات من بعض الرياضيين السعوديين لعمل «الدمبوشي» قبل المباريات والنهائيات المهمة؟ وهل يستطيع صاحبك أن يأتينا باسم من يسرب خطابات نادي النصر السرية بشكل متعمد ومتكرر؟ وقلت للشيخ عبدالرحمن: سأضاعف لك المبلغ إن أتيتني بخبر منتخبنا الوطني الذي غاب عن الإنجازات منذ أكثر من عشر سنوات، فإذا كان معمولا له عمل فليفكه، فقد ظهر جيل جديد من السعوديين لم يشاهد منتخب بلاده في منصات التتويج، وبعد أن أكثرت عليه من هذه الأسئلة فهم الشيخ المزعوم أنني أسخر منه، وأستهزئ به، فقفل الخط، ولا أظنه سيعود ليتصل ثانية.
وداعا أحمد مسعود
بحزن تلقيت نبأ وفاة الراحل أحمد مسعود، لقد خسر الوسط الرياضي برحيله أحد الوجوه المضيئة التي تحسن من صورة الوسط الرياضي وتعزز الثقة فيه، لم يكن الفقيد شخصية عادية، وهو لا يشبه أي رئيس آخر.
ظروف وفاة أحمد مسعود رحمه الله ذكرتني بظروف وفاة عبدالله الدبل، كلاهما ودع الحياة وهو يخدم الرياضة السعودية.
22:24 | 2-09-2016

رائحة الفساد الإعلامي

قد يكون مفهوما أن يقوم الإعلام الرياضي «بتمليح» وتسخين تغطيته للأحداث، ووضع البهارات عليها لتكون مثيرة مشوقة وجاذبة للمتابعين، كل هذا مفهوم، خصوصا في ظل التنافس المحموم بين مكونات هذا الإعلام على كسب أكبر شريحة من الجمهور.
أمّا أن يتحول هذا الإعلام إلى معوق لرياضة البلد، ومؤذ لها، وسبب من أسباب تقهقرها وفشلها داخليا وخارجيا، فهذا ما يستوجب تدخل الجهات المسؤولة من خارج المنظومة الرياضية، لتصويب مسار هذا الإعلام، والحد من حالة الفلتان التي يعيشها منذ بضع سنوات، حتى بلغ اليوم الدرك الأسفل من الإسفاف والفوضى والافتقار لأدنى درجات الإحساس بالمسؤولية، فقد بات من الواضح اليوم أن هذا الإعلام اختطف من قبل فئة من المتعصبين محدودي الوعي والثقافة ممن تسيطر عليهم أهواؤهم ومصالحهم الشخصية دون وضع أي اعتبار لمصلحة الوطن ورياضة الوطن.
أجل، لا يبدو أن مصلحة رياضة الوطن تدخل في حسابات، وفي إدراك ووعي هؤلاء المتعصبين ممن تسللوا في غفلة من الزمن إلى صدارة مشهد الإعلام الرياضي، وأمسكوا بمفاصله، وراحوا يوجهونه ويتحكمون بمداخله ومخارجه، وما يطرح فيه، وبالنتيجة أصبحوا يتحكمون باهتمامات الجمهور الرياضي وتوجيهه نحو قضايا واهتمامات معينة.
قد يظن البعض أنني أبالغ في هذا التحذير، لكن المتتبع لواقع إعلامنا الرياضي يعي جيدا حقيقة أن الإعلام الرياضي أصبح مشكلة بحد ذاته، وأنه كما أشرت سبب من أهم أسباب تدهور الرياضة السعودية وتراجعها في العقد الأخير.
تصوروا أنه في الأيام التي أعقبت إخفاقنا المؤلم في أوليمبياد ريو كان هذا الإعلام بقضه وقضيضه، منشغلا بقضايا مفتعلة وتافهة من نوع خطأ تحكيمي هنا، وتصريح صحفي هناك، ولا يأتي على ذكر إخفاقنا الوطني إلا من باب رفع العتب، في وقت كان يجب أن يستنفر هذا الإعلام كل جهده، ويكرس كل وقته لمناقشة أسباب فشلنا المتكرر في الأوليمبياد.
هذا مثال بسيط يعكس الحالة المزرية التي يعيشها إعلامنا الرياضي، فقد أصبحت قضايا الوطن المهمة في آخر اهتماماته، ولم تعد تجد لها مكانا في دائرة الاهتمام التي استولت عليها قضايا الأندية الصغيرة، ومماحكات الإعلاميين وصراعاتهم المزمنة حول مصالح أنديتهم الوقتية التي أصبحت بمعاييرهم أهم بكثير من مصلحة رياضة الوطن.
السؤال هنا: إلى أين يريد أن يأخذنا هذا الإعلام؟ حتما سيأخذنا إلى كارثة ما لم يتم تدارك الوضع.
ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد
21:45 | 26-08-2016

مجرد تساؤلات

# إلى متى ومؤسستنا الرياضية مشغولة بالكرة على حساب مهامها وأدوارها الأخرى؟
# إلى متى ولجان الاتحاد السعودي تتفنن في إشغال الوسط الرياضي بقراراتها الغريبة والمخالفة للوائحها؟
# متى يتوقف بعض الإعلاميين الرياضيين عن لعبة الاستفزاز كوسيلة للشهرة والانتشار؟
# كيف نضع حدا لمسلسل الفشل المتواصل في الدورات الأولمبية، إذا كنا نجرب المجرب، ونكرر نفس الطريقة التي قادتنا في السابق للفشل؟
# لماذا يستمر هذا الشخص في اتحاد القوى رغم كل الخيبات؟
# كيف نتوقع تحقيق الإنجازات من اتحاد استنفد كل الفرص، دون أن يحقق ما يشفع له بالاستمرار؟
# متى تتعلم لجان الاتحاد الكروي من أخطائها، وتتوقف عن تكرارها؟
# إلى متى يترك حبل الإعلام الرياضي المطبوع والمسموع والمرئي على غاربه، دون حسيب أو رقيب؟
# هل ستنتهي ظاهرة الإعلاميين «الخويا» من إعلامنا الرياضي في ظل الأزمات المالية التي تشهدها معظم أنديتنا؟
# هل ستستمر معاناة مؤسساتنا الرياضية من شح الكفاءات، وندرة القياديين الموهوبين؟
# إلى متى ودول صغيرة بحجم مدينة سعودية متوسطة تتفوق علينا حضورا في المؤسسات القارية، وتتفوق علينا كرويا، وتتقدم علينا إعلاميا؟
# متى يعي ويدرك صناع القرار في مؤسساتنا الرياضية أن حضورنا الإقليمي والقاري والدولي لا يليق بسمعة ومكانة وثقل وتاريخ ومقومات المملكة العربية السعودية؟
# هل استعصت الحلول والمعالجات عن انتشالنا من الهوة التي سقطنا فيها؟ وهل اتسع الشق على الراقع؟
# هل ندرك كرياضيين خطورة استمرار الفلتان الإعلامي، وسيطرة القضايا العبثية المصطنعة، وإلهاء الشارع الرياضي بها، على حساب القضايا المهمة التي يجب أن تتصدر مشهدنا الإعلامي؟
# هل نحن جادون في إتاحة الفرصة كاملة للمرأة لممارسة الرياضة، والمشاركة في المنافسات؟ أم أننا فقط مضطرون لذلك «شكليا» من أجل تلافي الحرمان والعقوبات الدولية؟
# هل ننظر للرياضة باعتبارها نشاطا إنسانيا حضاريا وحيويا، أم أننا نعتبرها مجرد وسيلة لإلهاء الشباب وشغل وقت فراغهم؟
22:57 | 19-08-2016

دورينا.. ظاهرة إعلامية

انطلق أول أمس دوري جميل، وبغض النظر عن فتور البداية، فلا شيء يؤشر على أننا سنشهد دوريا مختلفا عن الدوريات السابقة، سنعيد هذا الموسم اجترار كل ما قدمناه في دوري الموسم الفائت، سيبقى التحكيم قضية الجميع، وسيزعم كل فريق أنه تضرر أكثر من غيره بسبب أخطاء الحكم المحلي، وستتبادل الأندية الاتهامات حول أي شيء، وفي كل شيء.
وسيبقى الاتحاد السعودي لكرة القدم موضع خلاف، وقضية مزمنة، لا تهدأ إلا لتثور من جديد.
أما الإعلام الرياضي، فحدث ولا حرج، ويصح فيه القول: ويلي منك.. ويلي عليك، فهو الساحة التي ستشهد كل هذه الصراعات، والخلافات، والمماحكات، وإرسال الرسائل، وتصفية الحسابات، فعلى ملاعب الإعلام انتقل الدوري السعودي، بضجيجه، وإثارته، وصخبه، ولم يعد من نصيب ملاعب الكرة الحقيقية إلا حصة صغيرة من المنافسات، فالإعلام استأثر بالنصيب الأكبر حتى صار دورينا، مع الأسف الشديد، «ظاهرة إعلامية» أكثر مما هو ظاهرة كروية فنية.
خصوصا وأن جزءاً كبيراً من إعلامنا الرياضي لا يزال مختطفا من الغوغائيين، وصناع القضايا الصغيرة، والبارعين في افتعال الزوابع «الفنجانية» والنقاشات البيزنطية، وإشغال الجماهير الرياضية بها على حساب ما هو مهم وجوهري وأساسي.
ويصح في مشهدنا الإعلامي المثل القائل: «العربات الفارغة أكثر ضجيجا من العربات الممتلئة»، فالفارغون هم من يتصدر مشهدنا الإعلامي ويوجهونه ويحددون موضوعاته وقضاياه ودائرة اهتمامه، ولا يحضر الإعلاميون الحقيقيون المثقفون الواعون إلا كما يحضر «الأيتام على موائد اللئام».
أجل، لا شيء يدل على أننا تعلمنا من أخطاء الماضي، ولا شيء يدل على أننا سنتخلص من عيوبنا، وهفواتنا، وما من دليل على أن «العملة الجيدة ستطرد العملة الرديئة».
بل العكس من ذلك تماما، فكل تداعيات مباراة السوبر التي كانت بمثابة افتتاح لهذا الموسم، تؤكد على أننا «على بني المرحوم»، بل يسعني القول إننا أصبحنا أسوأ، وصارت مشاكلنا أكثر استعصاء على أي حل، بعد أن استشرت واستفحلت ولم تعد تجدي معها الحلول.
21:43 | 12-08-2016

دعوها تمشي.. دعوها تركض

ما زالت ردود الفعل المحلية والدولية تتوالى على قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تعيين الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان وكيلا للرئيس بالهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي.
ولا شك في أن هذا القرار المفصلي يستحق كل هذه الأصداء بالنظر لما يحيط برياضة المرأة السعودية من مواقف متضاربة، وليس سرا القول إن هناك شريحة من المجتمع وإن كانت صغيرة فإن صوتها مرتفع تعارض إتاحة الفرصة أمام المرأة لممارسة الرياضة، وهذه الشريحة سبق لها أن قابلت رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد لتسجل اعتراضها على مثل هذه الخطوة.
لكن صانع القرار في هذه البلاد ينظر في نهاية المطاف لمصلحة المملكة وشعبها، ولا أحد يشك في أن إتاحة الفرصة أمام المرأة السعودية لتمارس الرياضة مثل بقية نساء الأرض، مصلحة وطنية تأخر كثيرا تحقيقها، لكن المهم الآن هو أنها تحققت.
ولست بحاجة لإعادة ما سبق أن كتبته في هذا العمود عن رياضة المرأة، وأنها صحة، وجمال، وحق طبيعي وإنساني للمرأة السعودية حرمت منه طويلا.
ولا أدري لماذا يتجاهل المعارضون لرياضة المرأة ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح بأنه «سابق عائشة» والسباق هو أحد أهم الرياضات التي تمارس حتى يومنا هذا، وتقام له كبرى البطولات والجوائز، وتشارك فيه نساء من كل شعوب العالم.
ولست أدري هل يعلم هؤلاء أن الهيئة العامة للرياضة لن تطرق باب أحد لتدعوه أو تجبره أن يلحق بناته بالنوادي والبرامج الرياضية التي ستتيحها، وأن نشاطها فقط سيكون متاحا لمن ترغب في ممارسة الرياضة باختيارها وقرارها وموافقة ولي أمرها؟
والآن وبعد أن تسلمت الأميرة ريمة منصبها بشكل رسمي، فإننا ننتظر من القسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة أن يعلن عن خططه وبرامجه التي يجب أن تأخذ في الاعتبار السنوات الضائعة التي غيبت فيها المرأة السعودية عن الرياضة وحرمت منها.
وبالطبع المهمة ليست سهلة أمام الأميرة ريمة، وتكتنفها الكثير من الصعوبات، خصوصا وهي تبدأ من الصفر، وفي مجتمع لا تزال فيه شريحة تنظر بشكل غير ودي لرياضة المرأة.
لكن يبقى الرهان على نجاح الأميرة أقوى من كل هذه الصعوبات، ولا شك أن من اختارها لهذه المهمة الصعبة يدرك جيدا أنها تمتلك من القدرات والتأهيل ما يجعلها قادرة على تجاوز كل التحديات.
إن رياضة المرأة السعودية أصبحت في يد هذه الأميرة وفريقها، والجميع يترقبون ما سوف يحققه القسم النسائي في الهيئة العامة للرياضة من خطوات وإنجازات واختراقات في هذا الحقل.
21:36 | 5-08-2016

النصر: لا شيء يبهج

صحيح أن نادي النصر ليس هو النادي الوحيد الذي يعاني من أزمة الديون الضخمة، وصحيح أنه يحل ثانيا في قائمة الأندية الأكثر دينا بعد الاتحاد، لكن الأصح هو أن النصراويين أضاعوا فرصة تاريخية لن تتكرر للتخلص من هذه الديون نهائيا، بعد أن رفضوا بطريقة تستعصي على الفهم العرض السخي الذي وافق عليه العضو الداعم، وقدمه المرشح السابق لرئاسة النادي فهد المطوع، والذي تم سحبه بعد أيام من طرحه، بعد أن قاد فريق آخر من النصراويين تحركا مضادا لقطع الطريق أمام وصول فهد المطوع لكرسي الرئاسة، وانتهى هذا التحرك بعدول فيصل بن تركي عن استقالته، ومن ثم ترشحه لدورة جديدة من أربع سنوات!
الآن هل يحق للنصراويين البكاء على اللبن المسكوب؟
أجل، يحق لهم ذلك، خصوصا بعد أن أعلنت الهيئة العامة للرياضة بشكل رسمي ديون النادي والتي فاقت كل التقديرات المعلنة من قبل المصادر الرسمية بالنادي، ويحق لهم أن يشعروا بالإحباط والخيبة وهم يكتشفون أن كل الالتزامات والوعود التي أعلنت في الاجتماع الشرفي الشهير كانت «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا»!
والفرصة التي أتيحت لنادي النصر لإغلاق ملف الديون نهائيا من خلال عرض العضو الداعم، والمرشح السابق للرئاسة، لم تتح لأي نادي آخر، لكن النصراويين وبقدرة «غادر» أضاعوها، وأضاعوا صاحبها، وقد لا يجدونه مرة أخرى، أقلها خلال أربع سنوات قادمة هي مدة إدارة فيصل بن تركي الجديدة.
ورغم أن فيصل بن تركي حاول بالأمس وبعد أن أعلنت الهيئة ديون النادي امتصاص الصدمة، وتخفيف وقعها على جماهير النادي بعدد من التغريدات الإنشائية قال فيها: «إنه تم وضع خطة مالية قصيرة الأجل، وأخرى طويلة الأجل لتقليص الالتزامات ورفع الإيرادات، مع بقاء النادي منافسا قويا في جميع الألعاب».
إلا أنه بات من الواضح للنصراويين الآن أن إدارة فيصل بن تركي وداعميها من الشرفيين غير قادرين فعليا على عمل أي شيء حقيقي لمعالجة أزمة الدين، وما لم تستطع الإدارة ومجلس الشرف عمله في الفترة الماضية بكل ما صاحبها من زخم وتحد، لن تستطيع عمله الآن وقد غاب الزخم، وتراجع التحدي.
وهذا واضح جدا من تغريدات فيصل بن تركي على موضوع الدين، فهو لم يتحدث عن أرقام ولا عن تفاصيل خطته، واكتفى بوعود غامضة كان يرددها منذ الموسم الماضي، وقد جربها النصراويون كثيرا ولم تثمر عن أي شيء حقيقي.
ورئيس النصر برهن غير مرة أنه بارع في التخفيف من وقع المشكلة النفسي على جماهير ومحبي النادي، لكنه ليس بارعا في عمل أي شيء حقيقي لحلها، وهو يدرك الآن صعوبة ذلك، ولهذا فأقصى ما وعد به جماهير النادي في تغريداته الأخيرة هو «تقليص الالتزامات».
وفي ظل هذا الواقع الصعب، أليس من حق النصراويين أن يقلقوا على ناديهم ومستقبله؟
20:23 | 29-07-2016