-A +A
سلطان الزايدي
من الطبيعي جدا أن نلمس حالة الحزن الشديدة التي عاشها الجمهور السعودي بعد الخروج من كأس آسيا، الذي أصبح عصيًّا على منتخبنا منذ سنوات مضت وحتى يومنا هذا، ولا أظن المسؤول في حالة أفضل من الحالة التي عاشها الجمهور السعودي بعد الخسارة.

إن التفاصيل حول هذه الخسارة كثيرة ومتنوعة، ولكل شخص رأيه في هذا الجانب، لكن الغريب أن كل الأسباب التي طُرحت جميعها صحيحة، ولا يمكن أن تناقشها؛ هذا يعني أن الخلل ليس بالأمر البسيط حتى نجد العذر لكل مَن يعمل في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهم المسؤولون عمّا حدث، وكل المسببات الأخرى تقودنا للاتحاد السعودي والمعنيين بكرة القدم السعودية، فالحالة الانفعالية التي عاشها الجمهور السعودي بعد المباراة لها مبرراتها، فهم يتحدثون عن منتخب بلادهم، وفي إطار رياضة تنافسية هم يعشقونها؛ لذلك لا يمكن أن تلوم أحد على ردّة فعله، ومن الطبيعي أن ترصد كل تلك الآراء والعمل على الاستفادة منها؛ حتى نستطيع معالجة الأمر قبل كأس آسيا 2027م المقامة في السعودية، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الخروج المزعج أمام الجمهور السعودي، وأن يقدم خطة عمل واضحة تستهدف 2027م، وتضمن لنا المنافسة الحقيقية على كأس آسيا في النسخة القادمة، ولعل من أهم النقاط التي تستوجب المتابعة من اتحاد الكرة تصرفات المدرب الإيطالي «مانشيني»، فما حدث منه قبل البطولة بساعات قليلة لا يمكن يكون الهدف منه مصلحة المنتخب، فاستبعاد قائد المنتخب «سلمان الفرج» من قائمة المنتخب غلطة لا تغتفر، وكان من المفترض احتواء الأمر ومعالجته في أسرع وقت على أن تكون مصلحة المنتخب هي الأهم، لكن مع الأسف هذا الأمر لم يحدث، ولم تكن هناك حلول واضحة تعيد الأمور لوضعها الطبيعي، فالاستغناء عن نجوم لديهم الخبرة في مثل هذه البطولات أمر به من الخطورة على حظوظ المنتخب، وكان من المفترض تدارك الأمر وحل هذه الإشكالية، كنا نحتاج «سلمان الفرج» في مباراة المنتخب الكوري، ونحتاج «سلطان الغنام» و«العقيدي»، فهم أوراق رابحة تصنع الفارق الفني في الملعب، لكن مدربنا رفض أي حلول في الاتجاه الصحيح والرجوع إلى المنتخب، فحين تخسر مباراة ولديك نجوم كبار، تعلم مدى إمكانياتهم ومدى تأثيرهم في الملعب، ثم تقرر استبعادهم فأنت بهذا تبحث عن أي شيء إلا الفوز وتحقيق البطولة!!


دمتم بخير،،،