-A +A
حمود أبو طالب
في كل وسط مهني، وفي كل شريحة مجتمعية، وفي أي بلد من هذا العالم هناك المأزومون والمصابون بعلل نفسية وأخلاقية، مهما حاولوا التمويه عليها وتغطيتها بالأقنعة فإنها تطفح إلى السطح وتظهر في العلن لا شعورياً، يدفع بها العقل الباطن على شكل أقوال أو أفعال تُظهر المكنون الحقيقي للشخص، تجاه أشخاص آخرين أو مجتمعات أخرى. إنها ليست زلات لسان أو أخطاء لا إرادية، وإنما هي انعكاس حقيقي لما يحمله أمثال هؤلاء من آراء وقناعات. ورغم ذلك فهذه النماذج لا يمكن الحكم على أي شعب من خلالها، ولا يجب الانشغال بما تقوله، لأنه زبدٌ يذهب جفاء، ويصبحون بعده موضع التندر والاستنكار والاحتقار.

مثل هذه العينات هي التي تخرج من وقت لآخر بكلام مُستهجن عن فعاليات وإنجازات غير مسبوقة في المملكة، عرباً وغير عرب. يثيرون زوابع صغيرة يعتقدون أنها ستحجب الرؤية عن الوهج الساطع الذي يشع من المملكة، ويصل إلى كل أرجاء العالم. هذا السيناريو لم يبدأ مؤخراً بل منذ بداية عهد الرؤية الوطنية، الذي أطلق المارد السعودي بكل قدراته الهائلة. هاجمنا رؤساء دول كبرى، وإعلام غربي جبار، ونُسجت مؤامرات تروم تعطيلنا، واستهدفوا رموزنا بالتزييف والكذب والمغالطات، وما زالوا مستمرين، لكن ذلك لم يؤثر فينا أبداً، فعجلة العمل تدور بسرعة وقوة، والإنجازات الاستثنائية تشرئب بأعناقها على أرض الواقع وتطاول السماء. المرضى بالحسد والغيرة والشوفينية المقيتة لن يختفوا، ولن تتوقف إفرازاتهم المريضة، لذلك من الأفضل اعتبارهم غير موجودين نهائياً، الرد المناسب هو الإهمال التام، والمضي في مشروعنا الحضاري الإنساني الذي يعرفه المنصفون العقلاء. دعوا الصغار يختنقون في دوائرهم الصغيرة.