-A +A
عبده خال
انتهى الكلام، لم يعد لدى الناس كلمة واحدة تخرج أسفاً على أهالي غزة.

انتهت كلماتنا كما نفد الوقود، وكما كف دم قتيل تحت ركام الدمار.


انتهت الكلمات، بل ماتت، فليس هناك كلمة حيّة يمكن لها أن تسير في دهاليز الساسة الغربيين.

ليس هناك مكان لكلمات الاستعطاف الواهنة، سقى الله أيام كانت الكلمات تزمجر من الحناجر، ويبدو أن زمجرتها قد انتهت صلاحيتها.

ليس هناك كلمة تقال.. والناس في جميع أنحاء المعمورة تيبّست كلماتهم، فمئات مشاهد القتل ظلت محبوسة في محاجر العين، حاجبة الدمعة أن تذرف، مشاهد الدمار والقتل، قتلت الكلمات والدموع معاً.. عبر الأزمان لم نشاهد ما يحدث في غزة من وحشية أممية، وربما كانت وحشية إسرائيل هي نسخة مكررة لوحشية الغرب في أزمان الاستعمار، وربما تقاعدت دول الاستعمار، فأرادت استذكار توحشهم من خلال مخالب إسرائيل، فأخذ كل منهم مقعده، ومنح إسرائيل كل الدعم تشجيعاً وإمداداً بأدوات القتل والدمار.

قسماً لم تعد هناك كلمة تندد، أو تصف، أو تستعطف، أو تطالب بالكف، أو إطلاق جملة: (قيم أوفر).. وحتى لو رفعت الراية فالوحش الإسرائيلي أُطلق، وتم تشجيعه على أكل الحجارة، أكل كل شيء، حتى أن مصاصي الدماء لا يفعلون فعل إسرائيل، إذاً ما الهدف من إرسال كل أنواع الأسلحة المدمرة؟ هل يريد المستعمرون القدامى إعادة كرة التقسيم؟ إلا أن تقسيم اتفاقية سايس بيكو كان المتحاربون دول العالم، فهل سيترك لإسرائيل أن تقسم الكيكة منفردة؟

العرب والشرق يعرفون تماماً أن الاحتلال مهما طال زمنه أنه راحل.. راحل، فلماذا يتم إزهاق أرواح الناس؟

عفواً نسيت، ليس للكلمات مكان.

الآن الأماني بتعجيل الوقت؛ لكي تنام الجثث في أماكنها سواء في القبور أو تحت الأنقاض.