-A +A
مي خالد
إن (المملكة العربية السعودية) ليست مجرد مكان أو تسمية جغرافية لامتداد من الأرض بل هي (أمة) تقع على أكثر من مليوني كيلومتر مربع.

ويجب أن نستذكر ونستشعر ذلك في يوم 22 فبراير كل عام؛ اليوم الذي نحتفل فيه بالتأسيس هو احتفالية بسرديتنا الوطنية.


فعبر تاريخ البشرية كان الناس يميلون إلى العيش والموت في المكان الذي ولدوا فيه؛ لأن

المكان يعد جزءاً مهماً من الهوية. لكنه -في ظني- لا يكفي خاصة عندما تكون عضوية المجتمع الحديث قائمة على الاهتمامات المشتركة بين الأشخاص، كما أننا مرتبطون بتحديد مواقعنا الجغرافية داخل مواقعنا الافتراضية؛ لذا تجدنا على تويتر والبريد الإلكتروني والفيسبوك نزين خانة الموقع بالعلم السعودي للإشارة إلى المكان الذي ولدنا ونعيش فيه ونفخر بالانتماء إليه.

و(السعودية أمة واحدة) بدليل وحدة مصير الشعب المرتبط معاً بنظام من المشاريع والقيم والالتزامات المشتركة ومساهمة أغلبية الأفراد في ضبط الأمن ومشاركتهم في الاقتصاد الفعال... و(السعودية أمة واحدة) بسبب الإيمان بالمستقبل الذي وضع رؤاه الأمير المجدد محمد بن سلمان.

وأمتنا السعودية تحتاج إلى إيقاظ مخيلتها؛ لذا اقترح أن يحدد موضوع ليوم التأسيس في كل عام؛ موضوع يتمحور حوله الاحتفال، علينا أن نصوغ الإحساس المتحرك الجديد بالهدف والاتجاه القديم المتجدد؛ لخلق سردية وطنية تشهد حيثما نظرت خلالها اسم شخصية تاريخية شاركت في وجود هذا الكيان العظيم منذ ثلاثة قرون، سير عطرة لأمراء وفرسان من الأسرة الحاكمة ومن القبائل والعوائل الأخرى، حكايتنا مع النفط وعلاقة أجدادنا بخيولهم وجمالهم ونخيلهم، ذكرى المؤسسين الأوائل وسير معاركهم وحروبهم وتأثير النساء ومن شاركوا من غير أبناء السعودية من أطباء ووزراء ومهندسين. فتاريخنا غني وثقافتنا متنوعة وهناك مجال واسع لتكريم من ماتوا لكي نعيش، ومن جاعوا لكي نشبع.

هو يوم إنعاش الروابط الحية للتاريخ والثقافة باستمرار والحفاظ عليهما وتجديدهما مع كل جيل سعودي جديد.

يومٌ تأسست فيه الأمة السعودية هو يوم نهنئ فيه أنفسنا وكل فرد سعودي، بعد تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان.