-A +A
صفية بنت إبراهيم العبدالكريم
يشكل الجانب الأكاديمي والعلمي أهمية كبيرة في مسيرة تاريخ الإعلام السعودي، إذا ما علمنا أن الإعلام الرسمي في المملكة العربية السعودية بدأ في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عام 1924، وذلك بعد توحيد الدولة السعودية الثالثة، إذ أطلقت صحيفة أم القرى في مكة المكرمة، كأول وسيلة إعلامية في وطننا.

وهنا يلاحظ أن إنشاء صحيفة أم القرى جاء قبل إنشاء كليات وأقسام الإعلام، حيث تأسس أول قسم للإعلام في كلية الآداب عام 1392هـ ليكون أول قسم إعلام على مستوى المملكة والخليج، وبتأسيسه انتقل الإعلام في المملكة إلى مرحلة جديدة وتاريخية، وكانت حينها دراسة الإعلام مقتصرة على الرجال فقط دون النساء، وهذا استمر إلى سنوات قريبة، ومع التحول والنهضة التنموية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا والتي من أبرز معالمها تمكين المرأة في كل المجالات والقطاعات فكان الإعلام من أبرزها حيث استقبلت أقسام الإعلام بالجامعات السعودية آلاف الطالبات اللاتي أسهمن في تعزيز العمل الإعلامي الوطني.


وتم تأسيس قسم الإعلام (الشطر النسائي) بجامعة الملك سعود في 30 ديسمبر 2009م، حيث التحقت 25 طالبة بمرحلة الماجستير ليساهم القسم منذ ذلك الحين بتخريج إعلاميات سعوديات في حقول الإعلام المختلفة المرئي والمسموع والمقروء، وقد أبدعت المرأة السعودية في المجال الإعلامي ووصلت إلى مراتب عالية في العديد من وسائل الإعلام.

وجاءت رؤية المملكة 2030 لتمنح المرأة السعودية آفاقاً هائلة ومساحات واسعة للعمل والإبداع والمساهمة في خدمة الوطن، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أول الداعمين والمشجعين للمرأة السعودية، وعند الحديث عن تمكين المرأة، تتوقف كل المحطات عند عراب الرؤية وقائدها الأمير محمد بن سلمان الذي كتب تاريخاً جديداً لمسيرة المرأة السعودية وتمكينها عبر مسارات الرؤية ودعم التشريعات الممكنة لرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، ولا شك أن سوق العمل في وظائف ومهن الإعلام يشهد نمواً متزايداً خصوصاً مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يوفر لخريجي الإعلام فرصاً واسعة في سوق العمل المحلي والإقليمي.

وعوداً إلى تاريخ قسم الإعلام بالجامعة الذي نحتفل بمرور نصف قرن على إنشائه وشهد عبر مسيرته الحافلة محطات رائدة خرجت أكثر من 4000 طالب وطالبة.. تطور تطويراً واكب المتغيرات التي شهدها الإعلام سواء على مستوى الوسيلة أو المحتوى، وخرج القسم قيادات إعلامية وطنية أسهمت في تغذية وقيادة العمل الإعلامي المحلي وتوطين صناعة إعلام وطني يواكب التنمية التاريخية التي يعيشها الوطن منطلقاً من أسس وطنية ومهنية ذات بعد استراتيجي.

ومع احتفالنا باليوبيل الذهبي لقسمنا العزيز فإننا نفخر بما يقدمه من مخرجات بشرية مهنية فاعلة أثبتت الممارسة الإعلامية المهنية تميزها وتفردها حتى أصبحت كثيراً من المحطات الإعلامية والمنصات الإعلامية المختلفة تزخر بالعديد من تلك المخرجات المميزة، وفي مثل هذه المناسبة لا ننسى من قدّم عصارة جهده ووقته لخدمة هذا القسم من الأساتذة سعوديين وغير سعوديين، فقد تضافرت الجهود لمسيرة مشرقة بالإنجازات التي تستهدف تحقيق تطلعات الوطن في واحد من أهم حقول المعرفة والمهنية لما يمثله الإعلام من أهمية كبيرة كصناعة ذات تأثير هائل على الإنسان والتنمية.