-A +A
حمود أبو طالب
معروف أن للمملكة حضوراً دائماً ووهجاً خاصاً في المنتديات والمحافل والمؤتمرات الدولية المعنية بالتنمية والاقتصاد والطاقة والسياسة وغيرها من المجالات، لكن ذلك الحضور في السابق ولعقود مضت ربما كان لسببين رئيسيين، كونها من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط، السلعة الأهم للعالم، ولكونها أيضاً دولة مركزية مؤثرة في السياسات المتعلقة بالعالم العربي، إضافة إلى الجانب الروحي والمعنوي في العالم الإسلامي.

كل ذلك جميل، لكن الأجمل في مرحلتنا الراهنة، هو أن حضورها في الفعاليات العالمية الآن، بالإضافة إلى السببين المذكورين، يعود إلى كونها أصبحت نموذجاً جديداً وفريداً في الاقتصاد العالمي، قوة اقتصادية حديثة مدهشة انطلقت خلال وقت قصير لتسابق الاقتصادات العالمية الكبرى، وتحقق أكبر معدلات النمو الاقتصادي الجاذب للدول والشركات العملاقة للاستثمار فيها وعقد الشراكات معها، بعد أن قامت بتغييرات جذرية وتطوير حقيقي في كل الجوانب ضمن مشروع تنموي نهضوي وطني شامل تمثله رؤية 2030 بكل أبعادها. ولذلك اختلف حضورها الدولي الآن لأنه أصبح لديها قيَمٌ مضافة جديدة تجعل العالم يتطلع إليها ويهتم بنموذجها.


نقول ذلك تعليقاً على الحضور السعودي الأخير في قمة دافوس التي عقدت الأسبوع الماضي، فقد كان الوفد السعودي النوعي الكبير محط أنظار المشاركين والمتابعين في العالم بطروحاته التي تؤكد الخبرة والاحتراف والمهنية والوعي الكبير بكيفية توضيح ما يحدث في المملكة وما تطمح لتحقيقه، وكذلك كيفية التعاطي الذكي مع المعطيات الدولية والمتغيرات العالمية المتسارعة.

كان المسؤولون الذين مثلوا المملكة في دافوس نجوماً بحق، يعكسون فكر ورؤية السعودية الحديثة التي أصبحت حديث العالم.