-A +A
سلطان الزايدي
عندما يتحول النقد إلى معركة بين طرفين متنافسين في الوسط الرياضي، أو حتى أكثر من طرف، سيفقد النقد قيمته ويصبح الخوض في تفاصيل هذه القضية أو تلك جزءًا من هذه المعركة؛ وهذا أمر خطير جدًّا، لم يعد السكوت عنه مستحبًّا؛ حتى لا يفقد النقد قيمته وفائدته.

في وسطنا الرياضي اختلط الحابل بالنابل، ولم نعد نميز بين النقد الحقيقي الذي يهدف لمصلحة عامة من النقد المبطن الذي له أبعاد أخرى لا تخدم المصلحة العامة، والأمثلة في وسطنا الرياضي كثيرة، لعل آخرها قضية إيقاف الهلال فترتين لمخالفته قوانين الاحتراف وأنظمته، والسعي خلف فرصة أو مخرج يعلق هذه العقوبة تحت ذريعة الوطن، وتمثيل الوطن وسمعته في بطولة مهمة كبطولة أندية العالم التي رشّح لها الهلال مؤخرًا، هؤلاء الذين غلفوا مطالبهم بمسببات وطنية تعمدوا تجاهل القوانين والأنظمة من أجل أن يبقى الهلال قويًّا مهما كانت الظروف، هذا التساهل في الطرح ودعمه من أجل الحصول على طلبات ليست مشروعة في الأساس وفق الأنظمة والقوانين الدولية خطير جدًّا، وقد يجعل المسؤول ينساق خلفه محاولًا إيجاد حل يجعل هؤلاء في حالة رضى عنه؛ حتي لا تكون خسائره من شدة هذا النقد كبيرة.


في النقد صلاح لكثير من أمور الحياة، حين تكون أهدافه واضحة تدعم المصالح العامة، ويكون هدامًا حين تتحكم فيه المصالح الخاصة، والأكيد أنه لا يوجد إنسان بعيد عن النقد والانتقاد، فالعصمة للأنبياء والمرسلين فقط، وهذا مبدأ يجب علينا جميعًا الالتزام به، والعمل في إطاره، ولكن المهم أن يكون النقد والانتقاد من أجل الصالح العام والبناء، وليس الهدم، وأن يكون النقد منزّهًا عن المكاسب الشخصية، وخاليًا من التطاول والتجريح والاقتراب من الأمور الشخصية لهذا الشخص أو ذاك، مهما كان وضعه أو منصبه، وحين نؤمن بضوابط النقد ونضعها مقياسًا لكل كلمة نكتبها أو نقولها سيصبح مستوى التغيير الإيجابي جيدًا، ويصل الناقد بصدقه لأن تصبح أفكاره موضع نقاش وفائدة، لكن في وسطنا الرياضي وتحديدًا في الآونة الأخيرة لا توجد إيجابية واضحة من حجم النقد المنتشر في كل مكان، خاصة عبر المنابر الإعلامية الرسمية، إلا في حدود ضيقة ومن أشخاص قلة، عرف عنهم الصدق وتهمهم المصلحة العامة، وليست لهم أطماع في شيء؛ لذلك نجد المنزعجين كثر لما يحدث الآن في الساحة الرياضية، ولعل آخرها ما يواجهه المدرب الوطني القدير «سعد الشهري» من تشكيك وتقليل في عمله، رغم تفوقه وفق الأرقام والإحصائيات، إلا أن الهجوم عليه ما زال مستمرًّا، ولهم مساحتهم في هذا الأمر مع الأسف!

دمتم بخير،،،