-A +A
مي خالد
العملات الرقمية تتساقط واحدة تلو الأخرى ومنصاتها تفلس.

في البداية، كانت عملة البيتكوين، وكان من المفترض أن تكون عملة البيتكوين تمردًا على التمويل التقليدي، لكنها الآن فئة أصول أخرى. كان من المفترض أن لا تعتمد على المصرفيين والوسطاء، لكنها خلقت مصرفيين جددا. كان من المفترض أن يكون الأمر بمثابة الحرب على البنوك المركزية، لكنها الآن -هي وأخواتها- مرتبطة بأسعار الفائدة مثل أي عملة أخرى.


لقد فشلت العملات الرقمية في تحقيق ما يفترض بها تحقيقه لكنها نجحت في كسب المال الحقيقي.

وهذا التبرير كاف لتكاثر المستثمرين فيها دون وعي. لكن الأموال بدأت تنفد الآن وبدأت الأعذار والحجج الواهية تنفد كذلك.

لكنها لن تذهب بسلام وتختفي كما ظهرت لأنها ولّدت محتالين ماليين جددا يزعزعون استقرار الاقتصاد العالمي.

كيف بدأت القصة الهزلية؟

كان هناك شخص يحمل اسماً مستعاراً هو «ساتوشي ناكاموتو» طوّر البيتكوين ونشر ورقة اسماها الورقة البيضاء قال فيها: «إن إصدار النقد الإلكتروني البحت من شأنه أن يسمح بإرسال المدفوعات عبر الإنترنت مباشرة من طرف إلى آخر دون المرور عبر مؤسسة مالية».

في الأساس لم يحدث أي شيء من هذا. ولم يتم استخدام البيتكوين نقدًا للمدفوعات عبر الإنترنت ولا أي عملة رقمية أخرى، بل يتم تخزينها كأصل، ومعظم المضاربة تتم من خلال المؤسسات.

أما منذ أيام فيتابع أكثر من خمسة ملايين شخص إجراء إفلاس بورصة التشفير (FTX) وهم يحلمون باسترداد أموالهم. لكن هيهاتَ ساعةَ مندمِ!