-A +A
عبدالله بن رابح الشريف
في عصر الطفرة المعلوماتية الهائلة والتحول الرقمي الذي نعيشه اليوم، كان لزاماً علينا أن نغير من طرق وأساليب التعليم والتعلم، خاصة التقليدية منها التي أكل وشرب عليها الدهر ونقف وقفة جادة تجاه ذلك لما لها من أثر مباشر على الحياة وتطورها، وهذا من شأنه تحسين التحصيل المعرفي لدى الطلاب من خلال التنويع في إستراتيجيات التدريس بالكيف الذي يتماشى مع متطلباتهم وميولهم ويصل بمجتمعنا إلى الرضا الاقتصادي والاجتماعي والفكري المنشود.

وقد جاءت العديد من الدراسات والأدبيات الحديثة التي تتناول طرائق التدريس في العصر الحديث تنادي بأن المتعلم هو محور العملية التعليمية، ولابد من استخدام إستراتيجيات تساعد على التفكير الناقد والإبداعي والتعلم الذاتي ممزوجة بالتشويق ودافعة نحو التعلم.


والتحصيل المعرفي هو أهم المؤشرات التي تعتمد عليها النظم التربوية لقياس كمية التعلم، ولأن جميع المهتمين بالتعليم والتعلم على الصعيد الشخصي أو الرسمي يطمحون لتحسين مستوى التحصيل المعرفي لدى الطلاب، فإن التعليم المقلوب أو التعليم المدمج من الإستراتيجيات التي تواكب العصر الذي نعيش فيه والتحول الرقمي الذي يعيشه الطالب سواء في المدرسة أو المنزل أو المجتمع والداعمة للرفع من مستوى تحصيل الطلاب المعرفي.

فالتعليم المقلوب قلب مهام التعليم بين الصف والبيت، بحيث يقوم الطالب باستغلال التقنيات الحديثة والإنترنت، سواء في إعداد الدرس عن طريق مشاهد معدة مسبقاً من قبل المعلم تساعده على فهم الشرح في المنزل، وهذا يعتبر نقلة مهمة لتغيير النظرة السائدة والراسخة في أذهان بعض التقليديين بعدم إمكانية تغييرإستراتيجيات التدريس والتي عزز لها الحاسب الآلي ووسائل التقنيات الحديثة.

كما أن التعليم المدمج الذي يمزج بين خصائص التعليم الصفي التقليدي والتعلم عبر التقنية، يعتبر نموذجاً متكاملاً للاستفادة من التقنيات المتاحة التي يكون فيها المتعلم محور العملية التعليمية.

وقد يرى بعضهم صعوبة ذلك، لكني أعتقد أنه في الوقت الراهن مع توفر متطلباته التقنية والبشرية وخطواته الميسرة سيسهل لنا هذا النوع من التعلم الاستثمار الأمثل لوقت الحصة، وسيعزز علاقة الطالب بمعلمه ويدعم ربط التعلم بالتقنية وسيحسن من تحصيل الطلاب المعرفي واستيعابهم، خاصة إذا قدمت المادة بلغة واضحة ومباشرة وقدمت في صورة واقعية للدرس ونتائجه المطلوبة.

لكل تجربة جديدة تحديات وعقبات وانتقادات، لكننا إذا ما أدركنا فوائدها سنخوضها من أجل أبنائنا والرفع من مستوى تحصيلهم المعرفي.

لتعليم مكة المكرمة تجربة مميزة اطلعت عليها عن كثب حول قياس التحصيل المعرفي عسى أن تكون باعثة على العناية به وتحسينه والرفع من مستوياته.