-A +A
حمود أبو طالب
كان حوار سفيرة المملكة في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان مع قناة CNN يوم الثلاثاء في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض بمشاركة أقطاب الاقتصاد والمال والأعمال والسياسة في العالم، كان حواراً لافتاً تناقلته وسائل الإعلام ووسائط التواصل بكثافة، وقد حظي بإعجاب كبير وإشادة عالية داخل وخارج المملكة لأسباب كثيرة ومهمة.

الحديث كان في أغلبه عن العلاقات السعودية الأمريكية بعد التوتر الذي شابها مؤخراً، وهذا الموضوع في حد ذاته مثير دائماً لشهية الإعلام العالمي وخصوصاً في هذه الفترة والظروف المعقدة والحساسة التي تكتنفها. العالم يراقب هذه العلاقة الخاصة بين الدولة الكبرى والقوة العظمى وحليفها وشريكها الاستراتيجي الأهم في المنطقة العربية منذ أكثر من ثمانية عقود، وأكبر وأهم منتج للنفط. لقد أثار الخلاف الأمريكي السعودي الأخير بعد قرار مجموعة أوبك بلس خفض الإنتاج كثيراً من اللغط والتكهنات حول علاقة البلدين وصل حد المبالغة في توقع الأسوأ.


الأميرة ريما بدبلوماسيتها الرفيعة ولغتها المتمكنة وذكائها الكبير وخبرتها العميقة وفهمها لنوعية الخطاب المناسب في مثل هذا الظرف أجابت ببراعة على أسئلة مذيعة القناة، سواءً عن طبيعة الخلاف الذي أكدت أنه اقتصادي بحت، أو عن مجمل جوانب العلاقة السعودية الأمريكية. الأميرة ريما أعطت أمريكا حقها من الاحترام بقولها أن أمريكا ستظل أمريكا، وأن العالم وليس المملكة فحسب لا يمكنه العمل دون علاقات مع أمريكا، وأن النقاش والحوار المستمر مع إدارتها هو ما تقوم به الدبلوماسية السعودية، وأن الاختلاف في بعض الأمور معها قد يكون إيجابياً لإتاحته تصحيح مسار العلاقات.

وفي الوقت ذاته فقد عبرت الأميرة ريما بوضوح تام عن وطنها ودبلوماسيته في مرحلته الراهنة بقولها إن المملكة الآن ليست مملكة ما قبل عشر أو خمس سنوات، وإن المملكة تتعاطى مع العالم وفق رؤية جديدة، وإن كل شيء خاضع للمراجعة في سياساتها السابقة بمنظور مقتضيات الحاضر.

المراحل الجديدة التي تتسم بالتحولات الجوهرية في أي وطن تحتاج إلى كفاءات في مستوى أهمية هذه المراحل. وبفضل المعايير التي تضعها القيادة السعودية لاختيار المسؤولين أصبح لدينا طاقم دبلوماسي فائق الجودة يليق بتمثيل الوطن، والأميرة ريما أنموذج.