-A +A
مي خالد
تعاطف شعبي عربي كبير وعارم عبر برامج التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي مع المطربة التي وجدت داخل شقتها تتعاطى المخدرات، وقالت التقارير الطبية إنها تحتاج تدخلاً عاجلاً لعلاجها بسبب كونها مدمنة من الدرجة الثالثة!

وهذا يعني أن الأمر ليس بطارئ وأنها مدمنة منذ مدة طويلة.


هذا الأمر ليس بجلي ولا واضح في ذهنية المتلقي؛ لأن ما يكرس إعلامياً هو تعرضها للتعنيف من قبل زوجها أو من شقيقها، وهكذا تقدم القضية بعيداً عن صلبها وجوهرها الخطير.

ليس من المقبول أن يتعاطف أي فرد من المجتمع مع قضية مدمن وتصويره كضحية مسلوب الإرادة، جُل الوصايا والتعليقات التي قرأتها توصي بتجنب الذكور وأن على المرأة أن تستقل بذاتها.. إلى آخر الأطروحات النسوية المتشنجة، ولا أحد يوصي بتجنب المخدرات.

المطربة الشهيرة ليست وحدها مدمنة مخدرات، فكثير من المشاهير العرب وقعوا ضحية هذه الآفة وبعضهم لم يندم بعد ولم يمرض ولم يخسر مهنته، وهذا مؤشر سيئ على القبول المجتمعي لأشخاص لا بد أن ينبذوا ويدخلوا المصحات، وإن تعاطف أحد معهم فمن منطلق أنهم مرضى ويحتاجون للعلاج.

إحدى المطربات العربيات المتربعات على سلم مجد الغناء يقبض عليها في المطارات ويفرج عنها؛ لأن المخدرات التي بحوزتها للاستخدام الشخصي وتشن حملات لتجميل صورتها والادعاء بمظلوميتها.

وممثلة كويتية ناجحة تقدم بثها على أحد برامج التواصل وهي داخل لوكيشن التصوير وتطلب من عامل الكافتريا كوب شاي، لكنه يعرض عليها أمام البث المباشر وهو لا يدري عن أن التصوير للبث المباشر قطعة من الحشيش تجعلها تؤدي المشاهد القادمة بحفة دم كما قال!. وكل هذا على مرأى ومسمع من المتابعين الذين أغلبهم من المراهقين وعرضة للغواية والإقناع أن الحشيش يؤدي لخفة الدم والمجد والفني.

الإدمان مرض عقلي ونقص في الإرادة وفشل أخلاقي، ويدفع المدمنون مقابل متعته اللحظية ثمناً باهظاً فهو دمار للصحة وللحياة والمهنة والأسرة، والمدمنون ينبذون من مجتمعاتهم الصحية بعكس الحاصل لدينا، وعلى الإعلاميين أن يستغلوا مثل هذه المناسبات لنشر الوعي بخطورة المخدرات.