-A +A
مي خالد
كثير من العلماء عبر التاريخ آمنوا بالظواهر الخارقة للطبيعة، بدءاً بعلماء النفس المؤسسين فرويد وكارل يونج إلى علماء الفيزياء المعاصرين مثل فريمان دايسون وبريان جوزيفسون.

كان الطبيب النفسي كارل يونج من أشد المؤيدين للظواهر الخفية، ولا سيما «ظاهرة التزامن»، التي تتكون من مجموعة مصادفات ليست في الحقيقة مصادفة، والتي تشير إلى وجود الواقع الخفي المشبع بالمعنى العميق، حيث تتفاعل العوالم العقلية والجسدية بطرق لا يستطيع العلم التقليدي تفسيرها.


وصف يونج ذات مرة مثالاً حدث معه عن ظاهرة التزامن: «امرأة شابة كنت أعالجها كان لديها حلم، في هذا الحلم رأت جعراناً ذهبياً. وبينما كانت تخبرني بهذا الحلم، جلست وظهري إلى النافذة المغلقة. وفجأة سمعت رف جناحي حشرة خلفي، مثل نقر لطيف. استدرت ورأيت حشرة طائرة تطرق على زجاج النافذة من الخارج. فتحت النافذة وأمسكت الحشرة في الهواء وهي تطير. ويا للمفاجأة كانت هذه الحشرة أقرب وصف لجعران ذهبي».

هذا بخصوص كارل يونج، أما فرويد الذي استبعد وجود إله خالق للكون، لكنه على الرغم من ذلك لم يستبعد ظاهرة التخاطر، ويقال «إنه عبر عن قناعة أكبر بشأن التخاطر في السر أكثر مما فعل علناً»، ورد ذلك في مقال «فرويد الغامض»، وهو مقال للفيلسوف ديفيد ليفينجستون سميث، قال فيه: يعتقد فرويد أنه قد تواصل مع ابنته وتواردت خواطرهما كما لو كان يتصل بها هاتفياً، وكان له العديد من التجارب. ولديه ورقة بحثية صدرت عام 1922 بعنوان «الأحلام والتخاطر»، يقول فرويد فيها إنه لا جدال في أن النوم يخلق ظروفاً مواتية للتخاطر.

والأغرب من إيمان علماء النفس بالظواهر الخارقة للطبيعة هو إيمان علماء الفيزياء:

فاز بريان جوزيفسون بجائزة نوبل للفيزياء في عام 1973، عندما كان عمره 33 عاماً فقط، ومنذ ذلك الحين أصبح مؤيداً قوياً للبحث في الظواهر الخارقة للطبيعة. قال في حوار صحفي منشور عام ٢٠٠١: «نعم، أعتقد أن التخاطر موجود، وأعتقد أن فيزياء الكم ستساعدنا على فهم خصائصه الأساسية».

أما عالم الفيزياء اللامع فريمان دايسون فلقد كتب أن «الظواهر الخارقة للطبيعة حقيقية ولكنها تقع خارج حدود العلم».