-A +A
رجاء الله السلمي

لطالما اعتُبر النقد مطلباً وضرورة لكافة الجهات والقطاعات الحيوية، فهو يضمن تقويم العمل من جانب، ويعد أداة لإيصال الآراء والانطباعات من جانب آخر، ووزارة الرياضة وقطاعها الرياضي أكثر الجهات تقبلاً للنقد وحرصاً على التفاعل معه.

وبقدر الاهتمام بهذا النقد أو الطرح الإعلامي والحرص عليه والاستفادة منه، إلا أننا نتطلع أن يكون نقداً موضوعياً مدعماً بالحقائق، ومنطلقاً من الواقع وعاكساً للحقيقة ليس أكثر..

الأستاذ العزيز فهد الدغيثر كتب مقالاً اليوم في هذه الصحيفة، وهو كاتب أُدرك حرصه على المتابعة والاطلاع والبحث عن الحقيقة..

لكني تمنيت لو اطلع على ما تشهده الرياضة اليوم وما تعكسه من أرقام وواقع.. حينها حتماً لن يتعب قلمه كثيراً..

ففي الأسبوعين الماضيين فقط، تناول الإعلام بمختلف وسائله أرقاماً وإحصاءات رياضية محلية كانت كافية للإجابة على كثير مما أراد الأستاذ الدغيثر الإشارة إليه، وهو يدرك أن لغة الأرقام تمثل الحقائق، بعيداً عن الحديث الإنشائي والآراء العابرة.

وليسمح لي الأستاذ فهد أن أوضح له في نقاط سريعة دون الدخول في التفاصيل أو الحديث عن ردود لما أورده في مقاله

ففي هذه النقاط ما يكفي لإيضاح جانب مما غاب عن كاتبنا.

فأنديتنا الرياضية أصبحت التزاماتها المالية معلنة وبوضوح وبصورة دائمة، بل وحوكمة العمل فيها واضحة ومحددة، ولعل جانباً واحداً يكشف الأثر الإيجابي الكبير الذي غاب عن الأستاذ فهد..

فاستراتيجية الأندية التي تم تطبيقها عام 2019 أثمرت عن أرقام عديدة من أهمها توفير 974 وظيفة عام 2019، وارتفعت لتصبح 4924 وظيفة بدوام كامل في 2021- 2022.

أما في جانب رياضة المدارس والجامعات التي تحدث عنها، فغاب عن الأستاذ فهد أن هناك تعاوناً كبيراً بين وزارتي الرياضة والتعليم في هذا الجانب، أثمر عن إطلاق دوري المدارس قبل ثلاثة أعوام وحظي فيها هذا الدوري بدعم من سمو وزير الرياضة ومعالي وزير التعليم، وتابع أحداثه كل المهتمين بالشأن الرياضي وسجل أرقاماً وإحصائيات عالية، إذ شارك فيه العام الماضي فقط 149.079 لاعباً، يمثلون 15.384 فريقاً.

أما عن الأندية الخاصة فقبل أيام أعلنت وزارة الرياضة (وبعد عام فقط من إطلاق منصة نافس)، عن مشاركة 4 أندية خاصة في دوري الدرجة الرابعة، و6 أكاديميات يحق لها المشاركة في البطولات السنيّة، إلى جانب إصدار 1950 ترخيصاً للصالات والمراكز الرياضية، و286 رخصةً للأكاديميات، و75 رخصةً للأنديةِ الرياضية، و28 رخصةً لمراكز الغوص، ليبلغ مجموع التراخيص 2321 ترخيصاً.

أمًا الحدث الأكبر الذي تستعد له الرياضة في وطننا فهو دورة الألعاب السعودية التي ستكون فرصة لكل موهوب أو رياضي يتطلع لصقل قدراته..

هذه حقائق واقعية وبالأرقام أردت أن تصل للأستاذ فهد الدغيثر، وكنت أتمنى لو أنه قبل إطلاق العنان لقلمه، سأل أو راجع أو اطلع على الصفحات الرياضية في هذه الصحيفة، حتماً سيجد الإجابة، وحتماً سيدرك الواقع الذي وصلت إليه الرياضة وقطاعاتها دون تقليل أو إجحاف في حقها كما جاء في عنوان مقاله.

فبقدر الاعتزاز بكل رأي ونقد ومقترح، فإنني وكل منصف، نعتب كثيراً على وصف لا يعبر عن الواقع ولا يعكس الحقيقة، خاصة إذا جاء من كاتب له مكانته التي نقدرها، وبقدرها يكون الحرص على الإنصاف دون تقليل أو إجحاف.

وعلى طريق الحقيقة نلتقي..

* مساعد وزير الرياضة للإعلام والتواصل.