-A +A
هيلة المشوح
«كل راية ترفع فوق راية الوطن، هي راية تخريب وتدمير سواء كانت دينية، أو عرقية أو غير ذلك»

مركز اعتدال.


أعلاه تغريدة من حساب مركز اعتدال لمكافحة التطرّف على تويتر، وهي ضمن أجمل التغريدات التي طرحت على منصة تويتر على الإطلاق، بل إنها تشكل -في تقديري- رسالة اجتماعية هامة ونهجاً يجب أن يحتذى به لنبذ التطرف الديني والحزبية المدمرة، كما وتحمل التغريدة بين طياتها شعار (الوطن الواحد) الذي تجتمع تحت رايته كل الفئات والعرقيات والمذهبيات التي قام عليها هذا الكيان العظيم كدولة توحّدت وتأسست على العدل والاعتدال، والوسطية المستحقة لأي مجتمع ناجح ومتوائم.

دشّن المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) في يوم 21 مايو 2017 في الرياض وقد أشرف على تدشينه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور الرئيس الأمريكي وقادة الدول العربية والإسلامية ويقوم المركز على ثلاث ركائز أساسية وهي:

- صناعة خطاب إعلامي يتوافق وثقافة الاعتدال ويجابه الأطروحات الإعلامية المتطرفة.

- تعزيز الجانب الفكري المرتبط بمحاربة وتفنيد خطاب الإقصاء ونشر مفاهيم الاعتدال وقبول الآخر.

- رصد وتقويض الأنشطة الرقمية للجماعات المتطرفة ودعم الجهات الفاعلة في نشر الفكر المعتدل ومحاربة التطرف الرقمي، وبالفعل تحققت هذه المرتكزات بوقت قياسي من خلال ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي من تفاعل وانتشار كبير لأطروحات المركز على كافة البرامج والتطبيقات الرقمية وبالطبع أهمها منصة تويتر عبر الخطاب المدروس بعناية واللغة الرصينة والتوجيه الذكي، لينقض بذلك كل فكرة متطرفة يتم تصديرها لتشويه المجتمع السعودي وقيادته، فحين تنتشر حادثة فردية عبر مواقع التواصل وتتلقفها جهات خارجية مغرضة فإن أطروحات اعتدال تنافي بشكل قاطع ما يتم توظيفه من تشويه عبر تلك الحادثة.

عند كل تغريدة ينشرها حساب مركز اعتدال على تويتر ازداد يقيناً بأن هذا المركز على قدر عالٍ من البرمجيات المبتكرة والكفاءات الراصدة لعمق المجتمع السعودي وملامسة أوجه الخلل ومحركات التشدد ومواجهتها بعين ثاقبة، فالمركز يعتمد على التحليل والرصد والمواجهة، ولديه برمجيات قادرة على رصد وتصنيف وتحليل أي محتوى متطرف في غضون ٦ ثوان فقط من ظهوره على شبكة الإنترنت وبمستوى غير مسبوق عالمياً من الدقة يتعدى 80٪ مما يتيح آفاقاً جديدة في مجال مكافحة الأنشطة المتطرفة في المجال الرقمي بحسب الموقع الرسمي للمركز، وبحسب ما لمسناه -كمجتمع- فإن المركز استطاع صناعة خطاب إعلامي ورقمي محترف بلغة هادئة ورصينة تستدعي ثقافة الاعتدال والتسامح وتقبل الآخر وتنشر قيم التعايش والإخاء وتعزز المشتركات الإنسانية بيننا أولاً وبيننا وبين شعوب الأرض بكافة ألوانهم ولغاتهم ودياناتهم.

أخيراً.. رفع مركز اعتدال قبل أيام تغريدة على تويتر مفادها «عندما ينتشر التكفير، والتبديع والتفسيق، وتداول عبارات «زنديق - مرتد»، فهذا مؤشر سريع على ظهور العنف، ورفع السلاح الذي لن يميّز، فالجميع سيدفع الثمن، وما أضرّ بأي مجتمعٍ ظهرت فيه مثل هذه العبارات كضرر السكوت عنها وعدم معالجتها بفاعلية»، وهذه التغريدة في الواقع تختصر بشكل كبير متابعة المركز واتساقه مع قضايا المجتمع الفكرية التي تستثير كوامن الإقصاء والتطرف والاتهامات بالتكفير والردة والإلحاد وتنتشر هذه الأيام باستمراء على منصة تويتر وخصوصاً في مساحات الدردشة الصوتية.