-A +A
حمود أبو طالب
هناك مقولة كانت متداولة في الصوالين الاجتماعية متعلقة بالتكهنات والتوقعات والتسريبات التي تحدث عند اقتراب تغيير وزاري أو استحداث منصب ذهبي جديد، وتوقع أحد الأشخاص أنه مرشح لذلك المنصب سواءً كانت حيثيات توقعه منطقية ومعقولة، أو بعيدة جداً عن ذلك، وسواءً عشّمه أحد أو أنه أقنع نفسه بنفسه، المهم أن ما كان يقال في حال كهذا، وهو على سبيل التندر طبعاً، أن فلاناً بدأ يتردد على محلات بيع المشالح الفخمة الثمينة لاقتناء عدد منها يتناسب مع موقعه المنتظر، لأن المشالح علامة على وجاهة المنصب الذي يقتضي ارتداء المشلح في أي مكان، ولذلك كان المسؤولون في تلك المناصب العليا يحرصون على ارتدائها كل الأوقات وحتى في المناسبات التي لا تستدعي أبداً ذلك.

اليوم تغيرت المعادلة، لم تعد المناصب العليا مناصب مشالح إلا بحسب ما يقتضيه البروتوكول الرسمي، لم يعد المسؤول الكبير يزهو بمنصبه ومشلحه في كل مكان، أصبح المنصب الكبير مسؤولية أكثر منه تباهياً بالمظهر، أصبحنا نرى الوزراء ومن في حكمهم يحضرون المناسبات الرسمية والمؤتمرات والندوات واحتفاليات التدشين والافتتاح بالزي العادي وبدون المشالح، أصبح الميدان هو ساحة الأداء والتنافس والإنجاز، لم يعد هناك وقت ولا حاجة لـ«التشخيص» لأن مؤشرات الأداء هي التي تلاحق المسؤول، وهي التي تقرر صلاحيته للاستمرار في منصبه، والفضل كل الفضل في ذلك للأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان، الذي نزل إلى الميدان ببساطة مظهره يبحث عن الإنجاز ولا يهتم بالمظاهر.


أيها المسؤولون: انتهى عهد «الكشخة» بالمظهر، نحن في زمن التباهي بالإنجاز فقط.