-A +A
منى العتيبي
‏⁧‫قبل أيام قرأت بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تغريدة يطالب فيها مجلس الشورى وزارة التعليم بتقويم تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، بما يؤدي إلى توصيات بتطويره، أو العودة إلى النظام النصفي، مع إجراء التعديلات اللازمة عليه.

في البداية يعد مجلس الشورى شريكاً أساسياً في مواكبة التطوير الذي يحدث للمؤسسات والمنظمات الحكومية والخاصة في بلادنا الحبيبة، ويعمل الأعضاء فيه بخبراتهم المهنية والمعرفية على مشاطرة منسوبي هذه المؤسسات الأفكار والمقترحات التنموية، لكن لفتت نظري هذه التوصية التي تطالب وزارة التعليم بتقويم الفصول الثلاثة، إذ إن الفصول الثلاثة لم تكن في الحقيقة قراراً طارئاً حتى يُطالب بتقويمها! ولم تكن أيضاً نظاماً عاجلاً لم يخضع للدراسة والبحث من قبل المختصين والخبراء كما ادعى بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، إنما جاءت بعد مجالس ودراسات وتصورات استشارية من متخصصين وخبراء من وزارة التعليم العالي والعام، وحتى الأصوات التي كانت لها رؤيتها الخاصة كانت محط اهتمام.


وفي الحقيقة لست هنا لأقول للقارئ أنا مع أو ضد الفصول الثلاثة، لكني هنا لأذكر ضرورة التغيير والتطوير في أنظمة المؤسسات، فليس صحيحاً ما يقوله البعض إننا «حقل تجارب»، المسألة ليست كذلك إنما نحتاج في كل وزاراتنا إلى مراحل من التغيير والتطوير.. الثبات على نظام واحد مع مراحل التطور الحضاري العالمي لن يقدم لنا مستقبلاً متحركاً فاعلاً متطوراً.. فالفصول الثلاثة نتيجة هذا التطور السريع العالمي قد تتطور في المستقبل وتصبح أربعة! لِمَ لا؟! فالأنظمة التعليمية ملزمة بالتغيير لمواكبة التطور الاقتصادي والحضاري العالمي.. فالتعليم جزء لا يتجزأ من عالمية التطوير مثله مثل المجالات الأخرى.

لذلك كله لا أجد مبررات للأصوات المتخوفة التي ترى الفصول الثلاثة مجرد تجربة، وتراها من منظور شمولي لا يخدم تطوير هذه الفصول أو نقدها بشكل موضوعي! هي فقط تنادي بإلغائها جملة وتفصيلاً وتفتقر إلى مبرراتها التعليمية المقنعة، كما أستغرب من المواقف التي تقرر فشل هذه الفصول دون معرفة عميقة.. فهل الفشل كان قراراً مزاجياً خاصاً أو لظرف خاص؟

ختاماً.. ننجح حين نكون مع المواقف والآراء الموضوعية التي تدعم التطوير والتغيير وتستشرف متطلبات وحاجات المستقبل.