-A +A
عبده خال
هناك خلل، وخلل فادح، أين هو بالتحديد (مفيش حد عارف، أو على الأقل أنا ممن لا يعرفون ما يحدث).. لنبدأ الحديث عن معضلة التوظيف، نسمع ونقرأ - يومياً - وجود وظائف شاغرة بالآلاف، وفي نفس الوقت وجود آلاف الشباب عاطلين لا يجدون وظيفة:

- كيف يعني؟


تجد الشاب كل يوم مقدماً على منصة من المنصات طالباً عملاً، وينتظر إلى أن يمل الصبر منه !

وإذا ردوا عليه فهو رد اعتذار.

للمرة الألف:

- أين الخلل بين المعروض (المعلن عنه) والمطلوب (البحث عن عمل).. أين؟

إذاً على الجهات المعنية اكتشاف أين تتواجد مكامن ذلك الخلل.

ولا أريد الدخول في المسببات التي يتمحك بها القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، كون تلك الحجج مرفوعة كمعطل لتوظيف الشاب السعودي، وإذا كانت كذلك، كان من المفترض حلها، خاصة أن رفع شعار توظيف المواطن مضى عليه سنوات وسنوات.. وإن كان لدى الموارد البشرية معرفة بمواقع الخلل، ومعرفة السبب الرئيس في بطالة الشاب، كان من المفترض حلها من غير الحاجة إلى التبرير.. نقبل تبرير عدم المقدرة على الحل، ونقبل بالاعتذار لتأخر الحلول، أما أن نقف على إعلانات آلاف الوظائف والواقع يحمل آلاف العاطلين فهذا هو غير المقبول.

لنتحرك قليلاً، بهواجسنا نحن، نحن من لا يملك العصا السحرية لإدخال البهجة لقلوب أولئك العاطلين.. أكاد أجزم أن الشاب السعودي أصبح قادراً على تحمل بيئة العمل مهما قست، وأن لديه الاستعداد والدوافع لقبول أي وظيفة تعرض عليه، مع أن كثيراً من الشباب المؤهل قابل بوظيفة لا تتناسب مع مؤهلاته، ولأن صاحب العمل (القطاع الخاص) لا يقدر على تحمل منتجات التعليم كأعداد متخرجة، وليس معنياً بمشكلة توظيفية عجز القطاع الحكومي في احتواء نصفها على الأقل.

كما أن القطاع الخاص يحتج بأن أهدافه لم توضع على أساس توظيف المواطنين وتحمل تكاليفهم العالية.

ولو تحدثنا عن الأعمال الصغيرة التي يقدم عليها أولئك العاطلون فسوف يجدون الأمانات تغلق مصادر رزقهم البسيط من خلال زخ أمطار المخالفات..

طيب، كيف يمكن لمقالة أن تدخل الفرحة لقلوب العاطلين.. يمكن لها أن تفعل ذلك لو حركت همم الجهات المعنية بالتنبه لطاقات بشرية تسفك أيامها في فارغ من عدم الاهتمام.. ربما تُحدث هذا، وإن لم تفعل، فهناك اعتذار واسع يختصر بالمثل الشعبي:

- أمر الله شق القربة!