-A +A
زكي حسنين
استطاع موسم جدة هذا العام أن يترك في الذاكرة طعماً للنجاح تحفظه الأمكنة، عبر ستين يوماً متواصلة، من جدة التاريخية وحتى أبحر الشمالية، حاملاً شعار «أيامنا الحلوة»، والتي بقيت حلاوتها في ذاكرة أكثر من 4 ملايين زائر، استمتعوا بأجواء موسم العروس، وعاشوا فيه جماليات جدة بتاريخها العريق وحاضرها الراقي.

خطَّ موسم جدة هذا العام قصة نجاح تروى، عشناها خلال 60 يوماً رسمت بهجة في القلوب، وبسمة في الشفاه، وخطت ذكرى تضاف إلى ذكريات مدينتا الجميلة.


فقد جاء موسم جدة 2022 حاملاً شعار «أيامنا الحلوة» برعاية ومجهود المركز الوطني للفعاليات، ومشاركة عدة قطاعات أهمها قطاع الترفيه، الذي قدم سلسلة من حفلات الموسم، كان لنا نصيب كبير في تنظيمها، وتلبية رغبات الجمهور الذين حضروا ليالي وأمسيات وحفلات نجومهم المفضلين، والذين بلغوا نحو 45 نجماً من فناني الوطن العربي، تغنوا على مسرح «ليالينا بنش مارك» ومسرح «البحر الأحمر» في جدة التاريخية، حيث جمعنا في تلك الحفلات بين القديم والحديث، وحرصنا خلالها على تلبية رغبات الجمهور بشتى أصنافه، والذين قدموا من 129 دولة، ليشهدوا 2800 يوم فعالية محلية وعالمية متنوعة، احتضنتها 9 مناطق رئيسية في جدة، قُدمت خلالها مجموعة فريدة من الفعاليات والعروض الفنية والمسرحية والحفلات الفنية والغنائية العربية والعالمية والمدن الترفيهية والمعارض المختلفة والمتخصصة في شتى مجالات الترفيه التي تناسب كل الأعمار والأذواق.

والحقيقة أن النجاح الذي شهده موسم جدة هذا العام لم يقتصر فقط على إرضاء الحضور بالحفلات والفعاليات، وإنما امتد ليشمل الجوانب الاقتصادية لمدينة جدة بأكملها، حيث شهدت رواجاً في العديد من مناحي الحياة التجارية والتسويقية، وهو ضمن مستهدفات رؤية المملكة الطموحة، التي هدفت إلى رفع مساهمة قطاع الترفيه مع الجهات المرتبطة به في الناتج المحلي إلى 4.2% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توليد 450 ألف فرصة عمل.

ومما لا شك فيه أن قطاع الترفيه يأتي كأحد أهم التحولات التي يعيشها المجتمع السعودي، اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، خاصة في ظل تسارع النمو الذي يشهده القطاع وتعدد المواسم والفعاليات، التي يتجاوز صداها حدود المملكة، جاذباً الزوار من كافة دول المنطقة، بما يفتح آفاقاً جديدة لكل الزوار والعاملين في هذا الموسم الذي تديره كوادر سعودية بالكامل، محققاً رواجاً سياحياً واقتصادياً، ونشاطاً ثقافياً وفنياً وترفيهياً، وهو ما يلقى صدى واسعاً ليس محلياً فقط، بل على مستوى المنطقة والعالم.

فهنيئاً لنا نجاح موسم جدة، وإلى نجاحات أخرى في مواسم وفعاليات أخرى، بل في شتى القطاعات والمجالات التي تفيد الوطن والمواطن.