-A +A
حمود أبوطالب
كان يوم الأحد الماضي الموافق 26 يونيو هو اليوم العالمي «لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها» الذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام 1987، وعليكم أولاً التوقف عند تسمية هذا اليوم لأنه يشير إلى «إساءة الاستعمال»، و«الاتجار غير المشروع»، وكأنه يوحي بأنه لا بأس في الاتجار المشروع بها وعدم إساءة استعمالها، وهذه إحدى الثغرات التي أدت إلى الكارثة التي يعيشها العالم بسبب المخدرات، وتساهل بعض الدول في السماح باستخدامها، بل حتى إصدار تشريعات تحمي مستخدميها بشكل أو بآخر، ما أدى إلى تفاقم المشكلة واستفحالها في كل دول العالم بنسب متفاوتة لكنها مدمرة في كل الأحوال.

دعونا نطلع على واحدة من الإحصائيات المرعبة بشأن المخدرات:


استخدم 275 مليون شخص (5.5% من سكان العالم) تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا المخدرات مرة واحدة على الأقل في عام 2019. عانى نحو 36.3 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات في عام 2019. حوالى 180 ألف حالة وفاة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا باضطرابات تعاطي المخدرات في عام 2019. تُعزى 0.5 مليون حالة وفاة إلى تعاطي المخدرات في جميع أنحاء العالم. زاد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 22% بين عامي 2019-2010. وتشير التوقعات إلى زيادة بنسبة 11% في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات على الصعيد العالمي بحلول عام 2030. وبالإضافة إلى هذه المعلومات الصادمة فإن نسبة كبيرة من الجرائم البشعة تحدث تحت التأثير المباشر للمخدرات أو بسبب الاختلال العقلي والنفسي وفقدان الإدراك الناتج عنها، ناهيكم عن المشاكل الاجتماعية والأسرية المؤلمة التي تحدث بسببها.

وللأسف، فقد غزت المخدرات مجتمعنا بشكل بشع، وبطرق وأساليب تؤكد استهدافه بكميات هائلة، إضافة إلى وجود عصابات في الداخل تصطاد صغار السن في كل مكان، وتتفنن في إنتاج مواد مخدرة أكثر فتكاً وتدميراً، رغم الجهود الكبيرة لأجهزة الأمن وحرس الحدود والجمارك وغيرها من الجهات، إنها مافيا عالمية لها نفوذ وأذرع في كل مكان، استطاعت اختراق المجتمعات وجندت كل حثالة البشر لخدمتها.

نحن بحاجة إلى مزيد من المكافحة، ومزيد من التوعية الفعالة الموجهة لصغار السن والشباب على وجه الخصوص، إن كل يوم يجب أن يكون يوماً لمكافحة المخدرات.