-A +A
محمد شايع الشايع
في ظل الاحتفالات الدولية والإقليمية والوطنية بيوم البيئة والطبيعة والأرض، والحديث عن الموارد الطبيعية والمقومات الأساسية للحياة، هناك رجال فاعلون، طاقاتهم مبذولة وأهدافهم واضحة، وعملهم منظم، وشخصياتهم متفردة ومتميزة في إنتاجها وعطائها، لا يغيبون عن حدث ولا مناسبة، ويتبادر للذهن هل هم بشر مثلنا؟ همهم الوطن وهمتهم شامخة في كل مناسبة، سمو الأمير الإنسان «متعب» مثال لذلك، متعب ذلك المتواضع التصق بالبيئة وعاش حراكها، متعب ذلك النموذج النادر الذي لم ينسَ يوماً طبيعته الرائدة، ومعيشته وجذوره الصحراوية، وإيمانه العميق والراسخ بتطبيق تعاليم دينه، وشغفه بأن يكون قدوة ومثالاً للناجحين، متعب الفهد قبل حوالى 18 عاماً سار في رحلة برية على الإبل، في ذكرى مسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله وغفر له، وكشف عن بعض المشاق التي واجهها المؤسس في عملية توحيد الوطن، وكيف كان والده الفهد يحكي له قصص صعوبة وعناء التوحيد، ودور الملك عبدالعزيز الريادي، رحلة سطرها الأمير متعب الفهد من بلدة البطين (شمال القصيم) حتى مركز خوعاء التابعة لإمارة منطقة الجوف. كان الهدف من هذه الرحلة تعريف النشء بالعناء والمشقة والصبر والتحمل الذي واجهه المؤسس عبدالعزيز ورجاله. وسبب اختيار بلدة البطين هو الارتباط العاطفي والمكاني حيث أسس البطين والده الأمير فهد بن فيصل آل سعود أول أمين لأمانة منطقة الرياض، وأحد رجال الملك عبدالعزيز في توحيد الوطن والذي شارك في معركة أبرق الرغامة بفاعلية وسطوة وأول من أسس بعمل مهني آبار الغاز الطبيعي في بلدة البطين وتم توزيعه على الأهالي.

أبرق رغامة سيف الفهد به لميعه


سطوة شجاعٍ ما يهاب الشوابيش

أرامل وأيتام تذكر صنيعه

فهد وقف بالطيب يعطي بلا ليش

ورياضنا تشهد بذكر بديعه

خطط مداخلها قياسٍ بلا طيش

شاهده بالميدان غاز الطبيعه

نمى البطين وكل نزل ومطاريش

وشرب الأمير متعب حب الفروسية ورياضتها، فواصل رحلته الميمونة حتى الجوف، ومن خلالها تعرف عن قرب على تميز طبيعتنا الخلابة وإمكانية عودتها لسابق عهدها. وسمو الأمير يرى أن للإنسان دوراً كبيراً في المحافظة على الطبيعة وتنميتها، بل يرى أن سلامة البيئة تدل بشكل مباشر على حجم الإنجازات التي يحققها الفرد، واستدامة مجتمعه. وفي هذا الإطار نلاحظ أن الكثير من الدول الأجنبية بذلت جهداً كبيراً للرقي والتقدم في مشاريع البيئة، وذلك لحرصها الشديد على توفير المناخ الملائم الذي يعزز ويعظم عطاء الفرد في الأسرة والعمل، ومعالجة كافة المشاكل البيئية والاجتماعية وخصصت لذلك ميزانيات كبيرة لإجراء البحوث العلمية، لدراسة ووضع الحلول العلمية المستدامة للتصدي لكافة المشكلات البيئية وما ينجم عنها من معوقات تعرقل وتؤثر على حجم وكفاءة إنتاجية الفرد.

سمو الأمير متعب، البيئة همه وديدنه، وله باع كبير في العمل البيئي، وترأس جمعية اليسر والنباتات الصحراوية، ثم عمل وعكف على تبني وتشجيع إنشاء العديد من الجمعيات التعاونية، والأهلية البيئية، وأصبح عضواً فاعلاً في جمعية أصدقاء البيئة بالقصيم، وقبل تكليف سمو أمير منطقة القصيم على أعمالها، ومثل الوطن في العديد من المحافل البيئية العالمية وتحدث بكل منطق وشفافية ومعطيات علمية، ورعى مؤتمرات وتجمعات بيئية، حشد وجمع رجال البيئة وزار الدهناء ومناطق أخرى تأثرت سلباً بسلوك البشر، تحدث في المؤتمرات عن دور المجتمع وأفراده في حفظ وصون الطبيعة، ومع مبادرات ولي العهد شمر عن ساعديه وأصبح يعمل ويتواجد في كل محفل بيئي من أجل السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، بل وقع العديد من الاتفاقيات والمناشط من أجل البيئة.

حصل الأمير متعب على تقدير وثقة القيادة بناء على المعطيات والدور الكبير الذي يقوم به سمو الأمير متعب في المحافظة على وتنمية البيئة؛ فقد حظي بثقة القيادة وكلف بالعديد من المهام في محميات متعددة تتبع للمحميات الملكية، ويتابع سموه بكل اهتمام كل جديد وبناء لدعم برامج البيئة في الوطن وحول العالم، ويحمل هم البيئة ويعمل لتطبيق برامج ومبادرات سمو ولي العهد، ولديه بعد علمي كبير يجعل مهنيته هي المتصرف بكل خطوة وحدث بيئي يرغب في تحقيقه.

إنسانية الأمير جعلته يتابع أحداث الوطن الاجتماعية وله وجاهات ومشاركات في الصلح، والعفو، وهذا ما جعله قريباً من محبيه وزاد محبته لهم وحبهم له. ومن أمثلة ذلك، في المعرض الدولي لتقنيات التشجير خرج سموه عن البروتوكول التقليدي بكل لطف ومهنية وكرم رجلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعمل ليل نهار من أجل البيئة.