-A +A
هاني الظاهري
بعد نحو سنة ونصف من انتخابه رئيساً لبلاده.. ماذا يعني أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن زيارته المرتقبة للرياض في منتصف يوليو المقبل؟

ماذا تعني هذه الزيارة المهمة بعد كل الحملات الإعلامية الشرسة التي أطقلها إعلام اليسار الأمريكي ضد السعودية طوال 4 سنوات؟!


ألم يكن موقف الإدارة الأمريكية الحالية يبدو بارداً تجاه العلاقات مع السعودية وملتبساً (شيئا ما) استناداً إلى التصريحات الانتخابية التي سبقت فوز بايدن بالرئاسة؟

الإجابة عن الأسئلة السابقة ليست صعبة أو تحتاج إلى وقفات طويلة وفذلكات تحليلية خارجة عن السياق العام لتاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، فقد أجبت عليها شخصياً في مقال نشرته «عكاظ» في نفس هذه المساحة قبل حتى فوز بايدن بالرئاسة!

كان المقال بعنوان «الغيبوبة الترمبية في زمن بايدن»، الذي نشر بتاريخ 11 نوفمبر 2020؛ أي قبل الانتخابات التي أسفرت عن فوز الرئيس بايدن وقبل حتى أن تُحسم التوقعات، وأشرت فيه صراحة إلى أن الرئيس السابق ترمب لن يفوز وفق المعطيات آنذاك، وأن الرئاسة ستكون من نصيب (بايدن)، حينها كان الجميع يتحدثون عن استحالة خسارة ترمب دون أي اعتبار للمعطيات التي كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار برأيي.

أترككم فيما يلي مع نص ما جاء في مقالي المشار إليه، الذي يجيب باختصار عن أسئلة اليوم.. وأعتقد أن في ذلك ما يكفي ويزيد:

«صحيح كانت وما زالت لدى الرياض وجهات نظر مختلفة مع إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق «باراك أوباما» (التي كان «بايدن» عضواً فيها)، حول بعض المسائل في المنطقة وخصوصاً في ملفي «الاتفاق النووي الإيراني»، و«مشروع الشرق الأوسط الجديد»، لكنها اختلافات طبيعية وكانت تُناقش على طاولة حلفاء لا أعداء، هذا إضافة إلى أن بايدن ليس أوباما والظروف والمعطيات اليوم ليست ذات الظروف والمعطيات بالأمس، ولا يوجد فعلياً ما يمكن أن يؤثر على التحالف السعودي الأمريكي سواء بقي ترمب أو رحل، فالولايات المتحدة دولة مؤسسات وليست دولة رجل واحد، وسياستها الخارجية مبنية على مصالحها وتحالفاتها الاستراتيجية التي لا يمكن أن تتغير بناء على تغير الشخص الذي يجلس في المكتب البيضاوي.

الأهم من ذلك كله أن الرئيس المنتخب جو بايدن سياسي قادم من رحم المؤسسة السياسة الأمريكية الكلاسيكية، والسياسي العريق مثله يعرف أن «السياسة فن الممكن»، وأن المصالح مقدمة دائماً على ما سواها، وأن بلاده في هذه المرحلة من الزمن بحاجة إلى تعزيز تحالفاتها وشراكاتها الاستراتيجية الخارجية أكثر من أي وقت مضى، أما أحلام أعداء السعودية في هذا الشأن فلا تتجاوز كونها أحلام العصافير، وهي ذات الأحلام التي عاشوها لحظة إعلان فوز ترمب بكرسي الرئاسة عام 2016م ثم تحولت إلى كوابيس طوال 4 سنوات».