-A +A
بدر بن سعود
قبل أكثر من أسبوع ظهر البروفيسور طارق الحبيب بمفاجأة جديدة، وذلك بعد مهاجمته لمن وصفوا بجيل الطيبين، وتمنى أن لا تعود أيامهم، واتهمهم بالتسلط في تعاملهم مع عائلاتهم، وبرر نجاحات أبنائهم بقدراتهم الشخصية وحدها، ولولا الضغوط النفسية التي مورست عليهم لكانوا أفضل، واعتبر الجيل الحالي أكثر نضجاً ومسؤولية مقارنة بسابقيه.

في الواقع ما انتقده الحبيب يدخل في إطار نقل المهارات الاجتماعية بين الأجيال، وقد أصبحت مفقودة، في الوقت الحالي، بفعل الوفرة وتفكك الأسرة الممتدة والحياة المدنية، وجيـل الطيبين الأوائل في الشـرق والغرب، أخرج أسامة بن زيد الذي قاد جيشاً فيه كبار الصحابة وعمره أقل من 20 عاماً، ومعه فاتح القسطنطينية محمد الفاتح، وقد فتحها وعمره 24 عاماً، ومحمد القاسم فاتح السند والهند وعمره 17 عاماً، وجان دارك التي قادت الجيش الفرنسي وأعدمها الإنجليز وعمرها 19 عاماً.


ما قاله البروفيسور طارق الحبيب في تلفزيون الكويت، يدخــــــل ضمن مجموعة من الاستنتاجات الغــــــريبة المعروفة عنه، ومن أبرزها، التجـــــاوزات بحـق الرســول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، والتي نشرتها هذه الصحيفة في 30 يونيو 2011، والقول في مقابلــــة تلفزيونية، بوجود نقص في شخصيته الكريمة قبل النبوة، رغم أنه محل العناية الإلهية منذ الولادة، وتفسير زواجه بالسيدتين خديجة وعائشة (رضي الله عنهما)، بأنه جاء لتعويض حنان الأمومة ومتاعب الحياة، ولدرجة وصف السيدة عائشة بالفرفوشة الفرائحية أو بالاكستروفيرت برسنالتي.

بالإضافة لما سبق فهو لم ير شيئاً في ممارسة العادة السرية، في حديثه للإعلامي مفرح الشقيقي على شاشة روتانا خليجية في يناير 2018، مع أنها محرمة ومتفق على تحريمها، ووصل الأمر إلى وصفه لجمهور القناة المخالف لرأيه بأنهم مثل كفار قريش، علاوة على ما قاله في قناة الرسالة عن إنسان الجنوب والشمال في المملكة، قبل عشرة أعوام، وأنهما يدينان بالولاء لدول الجوار السعودي أكثر من دولتهم، ثم عاد وقال بأنه قصد إنسان الشريط الحدودي، ولم أفهم اختلاف الوضع في الحالتين، وقد قارن بين شخصيتي بوتين وزيلينسكي، وقال بأن الأول نرجسي وواثق من نفسه، والثاني عاطفي ومتردد، وفاته أن المجتمعات الغربية تتأثر بالعاطفة، وأن زيلينسكي ممثل محترف، ومن أعماله، بطولة مسلسل خادم الشعب عام 2015، والذي استمر لثلاثة مواسم، وقام فيه بدور رئيس أوكرانيا.

طارق الحبيب، في رأيي، يحسب على مدرسة علم النفس الفلسفي، والتي تعود بدايتها إلى الفيلسوف الإغريقي أبيقوروس، وفكرتها تقوم على الاعتقـــاد بقـــــــدرة الفلسفة على تحليل السلوكيات غير المعتادة، وعلى معالجة أو تفسير الاضطرابات النفسية، وأصحابهم يعتمدون على المراكز والعيادات والدورات في تحقيق أهدافهم، ويشجعون الناس على اكتشاف أنفسهم عن طريق التفكير الفلسفي، ولكنها لا تصلح في مناقشة الأمور الحساسة، وفي الانتقاص من الكبار، ولعلها غلطة أخيرة لن تتكرر.