-A +A
علي محمد الحازمي
في هذا الأسبوع تصدى إيمانويل ماكرون لتحدي مارين لوبان وفاز بولاية ثانية كرئيس لفرنسا بعد حصوله على أكثر من 58% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية. يعد ماكرون من الرؤساء القلائل الذين حظوا بولاية أخرى، وبحسب الدستور الفرنسي لا يحق للرئيس الترشح لولاية ثالثة، لذلك تعد هذه الولاية هي الأخيرة لماكرون. من تتبع سير الانتخابات الفرنسية يعلم جيداً أن فوز ماكرون لم يكن بسبب شعبيته الطاغية، ولكن الشعب فاضل بينه وبين منافسته مارين لوبان فوجد ماكرون بمثابة أحسن الأسوأ.

لم تكن فترة حكم ماكرون الأولى مفروشة بالورد بل تميزت بالكثير من العواصف الرملية كاحتجاجات «السترات الصفراء» التي اقترب بعضها من التمرد. علاوة على ذلك لم تكن العلاقات الفرنسية الأمريكية على وفاق تام إبان حكم الرئيس ترمب وخاصة بعد تصريحات ماكرون بخصوص حلف الناتو على أنه «ميت دماغياً» ودعا لإنشاء جيش أوروبي. إضافة لذلك كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واحدة من الصدمات التي عاشها ماكرون وكانت بمثابة طعنة في خاصرة فرنسا. وما زاد المشهد الاقتصادي تعقيداً في فرنسا هو تأثرها بوباء كوفيد وأخيراً حرب أوكرانيا.


ملفات اقتصادية ساخنة تنتظر ماكرون وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به فرنسا البعض منها يحتاج إلى تأييد مطلق من البرلمان الفرنسي، ولكن في حال فازت مارين لوبان في الانتخابات التشريعية في يونيو المقبل فسيكون ماكرون في وضع لا يحسد عليه؛ لان الكثير من القرارات التي تحتاج إلى تمرير من خلال البرلمان ربما تواجه بالرفض.

يحتاج ماكرون إلى تأييد برلماني بخصوص رفع سن التقاعد إلى 65 سنة بدلاً من 62 سنة. تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع معدلات التضخم التي أدت بدورها إلى انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الطاقة التي تعد من القضايا المطروحة على طاولة ماكرون، فكيف يستطيع ماكرون إيجاد حلول ومخرج لمثل هذا المأزق الذي أثقل كاهل الفرنسيين؟

الميزان التجاري والعجز في الميزانية والدين العام أخذ في الارتفاع عاماً بعد عام، فما وسائل الإقناع التي سينتهجها ماكرون لإقناع الاتحاد الأوروبي بزيادة العجز في الميزانية؟ وكيف سيتمكن من تقليل عجز الميزان التجاري الذي وصل لمستويات 70 مليار يورو؟ وما الطرق التي من الممكن أن يسلكها لتخفيف الدين العام الذي ناهز 115 % من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي؟