-A +A
حمود أبوطالب
لم تخطئ هيلاري كلينتون عندما قالت إن أمريكا تعيش أزمة وجودية، ربما هذه هي الحقيقة الوحيدة في حوارها مع قناة NBC قبل يومين الذي تعرضت فيه للحديث عن المملكة بقولها إنها خيبت أملها بعدم رفعها إنتاج النفط، وعليه يجب استخدام سياسة الثواب والعقاب معها. الحقيقة أن اللؤم كان ماثلاً في أسلوب سؤال المذيع لكنه وافق لؤماً أشد لدى ضيفته فجاءت بتلك العبارة التي تفتقد إلى أبسط اشتراطات الدبلوماسية عند الحديث عن الدول.

فعلاً أمريكا تعيش أزمة وجودية مع نفسها ومع الآخرين منذ وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض في فترتي أوباما، واشتدت وطأة الأزمة مع وصول الرئيس بايدن، إذ تفاقمت مشاكلها داخلياً وخارجياً بسبب السياسات الفجة والأداء المرتبك والمواقف المسبقة غير الودية تجاه بعض الدول التي تربطها بأمريكا علاقات استراتيجية تأريخية وشراكات بالغة الأهمية للبلدين، وزاد بايدن الطين بلة بكثير من تصريحاته التي لا تليق بتأريخ أمريكا السياسي، كما فعل تجاه المملكة في بداية مرحلته ومؤخراً تجاه روسيا ورئيسها، مروراً بكثير من المواقف التي أحرجت أمريكا.


وربما لم تستطع السيدة هيلاري كلينتون حتى بعد مغادرتها وزارة الخارجية أن تتحلل من سوءات تلك الفترة، فقد حرصت على التعبير عن أسوأ تجليات سياسة الديموقراطيين في عهد أوباما ومشروع الربيع العربي الذي واجهته المملكة بكل ثقلها وقوتها، وهيلاري تتذكر جيداً كيف تعامل معها عرّاب الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل عندما تخطت حدودها في النقاش، وكيف أمكنه تقزيمها في كثير من المواقف. نحن نتحدث إذاً عن سياسية سابقة تحمل ضغينة على المملكة وأتتها الفرصة مرة أخرى في فترة سيئة جديدة من حكم حزبها الديموقراطي فعبرت عما في نفسها بأسلوب سيئ جداً، رغم معرفتها الأكيدة بأن المملكة أقوى وأكبر وأهم من أن يهددها أو يخوفها أي طرف فضلاً عن معاقبتها كما تود سيدة السوء هيلاري.

المملكة دولة تحترم التزاماتها الدولية في أي مجال، ولا تخضع لإملاءات وضغوط خارج هذا الإطار، والسيدة هيلاري تعرف ذلك جيداً.