-A +A
أحمد عدنان
غادرنا الفقيه والمعلم والكاتب عبدالله فراج الشريف بعد مسيرة مشرّفة ومشرقة في دروب التعليم والفقه والصحافة والعمل العام.

وقد امتدت معرفتي بالفقيد الكبير لأكثر من عشرين عاماً انقطعت في السنون الأخيرة - بلا قصد - بسبب إقامتي خارج البلاد وبسبب مرضه.


والحق أن كل من عرف هذا الرجل يشهد له بالنبل وبالشهامة وبالتواضع ودماثة الخلق وحفظ اللسان ونظافة الكف، فضلاً عن تمكًنه من العلم الشرعي وتبحره في آداب وفنون.

ومن الواجب هنا الإشارة إلى دور الفقيد - بالشراكة مع الأستاذ محمد سعيد طيب - في إعداد وتحقيق الأعمال الكاملة للأديب المفكر عبدالله عبدالجبار.

ومن الواجب أيضاً الإشارة إلى أنه قام مع صديقه الراحل (الفقيه والمفكر أيضاً) الدكتور عمر عبدالله كامل - منذ مطلع الألفية بالذات - بجهود جبارة في مكافحة فكر التطرّف والغلو والإرهاب - في أوج تغوّل التطرّف والغلو والإرهاب - على امتداد العالم الإسلامي كله، سواء كان ذلك بالمؤلفات أو بالدعوة أو بالمحاضرات والندوات وورش العمل، وكانت لهما رحلات علمية معروفة، وكانت صلتهما بالأزهر الشريف متينة.

ومن الواجب كذلك القول بأنه - رحمه الله - كان كاتباً نشيطاً وعميقاً، وكان دؤوباً حريصاً على الحوار مع الصديق ومع الآخر ومع المختلف، وتشهد بذلك صفحات الصحافة السعودية، وكان أيضاً مشجعاً للأقلام الشابة والواعدة، ويشهد بذلك كاتب هذه السطور.

ومن الواجب الإحاطة، بأن الفقيد جمعته صلة طيبة جداً بأصحاب القرار في هذه البلاد، لا يتردد في الكتابة لهم، ولا يتأخرون في التفاعل معه.

ومن الواجب التذكير بأن هذا الرجل صاحب مسيرة ثرية في سلك التربية والتعليم امتدت إلى بعض الدول الخليجية والعربية (أذكر منها الإمارات العربية المتحدة).

ومن الواجب التنبيه بأن هذا الرجل النبيل والفاضل لم يأخذ حقه من الاحتفاء في حياته، لذلك ليت الجهات المختصة والمعنية تهتم بتوثيق وتقدير مسيرته وعطاءاته الفكرية والفقهية.

وفي الختام، أدعو الله عز وجل أن يكرم عبده عبدالله فراج الشريف بالرحمات والرضوان والغفران وفسيح الجنات وأن يلهمنا - نحن قراءه وتلامذته - الصبر والسلوان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.