-A +A
منى العتيبي
بالأمس كنت حاضرةً مؤتمرَ الابتكارِ ومستقبل العمل الحكومي بدعوة كريمة من معهد الإدارة العامة؛ ولأن مثل هذه المجالس العلمية والعملية التي تستشرف المستقبل وتدعو إلى تحفيز ثقافة الابتكار في ممارسات العمل الحكومي محط اهتمامي وشغفي الأول في الحياة حرصت على وجودي، وقد كانت مخيلتي محصورة في أنني سأستمع إلى المتحدثين من أصحاب المعالي والخبراء من خلال استعراضهم لأبرز برامج المؤسسات الحكومية الرقمية المشهورة لدينا، ولكنني تفاجأت حالما سمعت بقائمة جديدة من البرامج الرقمية الابتكارية، وشاهدت قيادات شابة تتحدث بشغف عن مستقبل المؤسسات الحكومية وخدماتها الابتكارية للمستفيدين.

وكل هذا الحديث جيد ويبعث في الروح والفكر الحماسة، ولكن تمنيت لو تأتي مبادرات من المؤسسات الحكومية كلها بلا استثناء تقوم على دعم ابتكارات الشباب خارج أسوار المؤسسات واستقطابها وتحفيزهم من خلال تفعيل مشاريعهم الابتكارية داخل أسوار المؤسسة وإشراك المبدعين منهم في عمليات التخطيط والإنتاج للأعمال الابتكارية.


أعود إلى مؤتمر الابتكار وأقول إنه خطوة إيجابية قام بها معهد الإدارة العامة عندما استطاع أن يجمع كافة المؤسسات الحكومية تحت سقف واحد؛ لتكون في نسيج واحد وسياق واحد يتحدثون فيه عن مسارات تجاربهم والتحديات التي واجهتهم والتي تأتي في المقابل مصدر إلهام وأفكار لجهات أخرى ومؤسسات أخرى؛ فما عند وزارة الداخلية من تجارب رقمية قد تضيء فكرة ابتكارية حديثة في وزارة حكومية أخرى، ومثال على ذلك منصة أبشر التي فتحت الآفاق لدى بعض الوزارات واحتذت بها وهكذا.

ومن أجل هذا أُحيي الإدارة العامة بفكرها الشاب المتقد على ممارسة أدوار جديدة تصنع الفرق في الإدارة وفنونها وتدعم الابتكار وتحدياته وتحولاته العالمية من أجل بناء وصناعة ثقافة الابتكار في بيئات العمل؛ بحيث تصل إلى العمق المعرفي والمهاري والسلوكي لدى كل موظف ينتمي إلى بيئة العمل الحكومي.

ختامًا.. لتكن رسالتنا المهنية في بيئات أعمالنا هي «شيفرة الابتكار».. فنحن نعيش في زمن التحديات والتطور الأسرع من أنفاسنا.