-A +A
أريج الجهني
على غرار العبارة الشهيرة «جدة غير»، أقول جدة خير، وكل الخير، في هذه المدينة التاريخية التي تعج بالثقافة والفنون والتنوع. في كل مرة أزور فيها جدة أجدها متجددة، بل أجمل ما فيها أهلها وترحابهم، والتفاعل الإنساني جدا مرتفع؛ لذا أرى أنها واجهة سياحية مثالية لعشاق السياحة الاجتماعية تشبه القاهرة في هذا الجانب، فالكثير من زوار مصر لو سألتهم عن سبب تعلقهم بها لأجابوا (أهلها)، كذلك أهل جدة في ترحابهم وتفاعلهم وبشاشتهم المفرطة تجعل الزائر لا يشعر بالغربة أو التوجس، فالكل يبتسم في وجهك، إنهم بالفعل أناس لطفاء.

وسط جدة! مشاريع المملكة اليوم لا تتوقف ولا تأخذ شكلا صامتاً، بل هي تخترق الأحياء وتتماهى مع أحلام الناس وأمنياتهم، فالمباني المكتظة، والشوارع المقفلة، ستصبح شيئاً من الماضي. جودة الحياة اليوم ليست فكرة لحظية، بل اهتمام مباشر من قادة الدولة للارتقاء والنهوض بحياة كل فرد مواطن أو مقيم. لن يتغير شيء في جدة سوى أنها ستزداد جمالاً وإشراقاً، فهي لم تعد (عروس) البحر بل سيدته.


بكل حال هناك مشاريع عديدة كمشروع أمالا، ومشروع البحر الأحمر، والعملاق الأكبر نيوم، كل هذه المشاريع تستهدف الساحل الغربي الذي يحيي السياحة في موقع إستراتيجي، وأيضا يبشر بالمزيد من التنوع في مصادر الدخل غير النفطية للاقتصاد. كمواطنة سعدت كثيراً بمشروع وسط جدة. فتحويل هذه المدينة لوجهة عالمية سيخلق كياناً سياحياً منقطع النظير لتتفوق على المدن الخليجية المجاورة والعربية؛ لأنها بالأساس مهيأة اجتماعياً وثقافياً، ولم يكن ينقصها سوى الاهتمام بالعمران والجانب الحضري وغربلة بعض الأحياء.

بكل حال، كم هو مبهج أن تسمع وتعيش بنفسك هذه التحولات. وأرى أنه من الواجب خلق حالة شعورية إيجابية تجاه مستقبلنا بعيداً عن التشاؤم والمحبطين، وعن الأعين التي لا ترى سوى القبح. أخيراً فإن الرفاه لا يكون فقط بالمباني والأماكن، بل بالأمن، وأعتقد أننا من الدول القليلة التي تعيش حالة من الرفاهية الأمنية ولله الحمد، التي تدعم رفاهية السياحة والترفيه. فالمواطن والمقيم يعيشون تفاصيل يومهم غير قلقين من عبث العابثين أو حالات انهيار الأمن كالتي تعاني منها الدول.. نحن بخير، وجدة بخير، والوطن كله خير.