-A +A
مصطفى الفقيه
بعد توقف دام تسع سنوات عادت بطولة كأس العرب بحلة جديدة وإبهار منقطع النظير، وشاهد العالم بأسره مونديال العرب المختلف والمتميز في كل شيء، والأجمل أن هذه المرة كانت البطولة تحت مظلة وتنظيم وإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

احتضنت قطر مونديال العرب، وكان الإبهار شاهدا على أدق التفاصيل من افتتاح البطولة، حيث التنظيم فاق كل التوقعات والتميز في نوعية الملاعب وروعة تصاميمها المستوحاة من البيئة الخليجية التي أراد القطريون أن يثبتوا للعالم أن المخزون الخليجي الآسر يستطيع أن يكون مبهجا للمتابعين من خارج النطاق وغير العارفين بما تحظى به دولنا الخليجية العربية من مكتسبات تبين قدرة الخليجيين على تنظيم كرنفالات وبطولات عالمية باقتدار وبكفاءة عالية جدا.


وإذا عرجنا على الإمكانيات القطرية التي أبهرت العالم من جمال الملاعب وحسن التنظيم وروعة النقل التلفزيوني إلا أننا نخجل ولا يمكننا أن نوصف الجهود الخارقة والإمكانات التي أظهرها القطريون بصدق والتي لمسها كل من حضر وتابع المباريات من الأدوار الإقصائية، وظهر جليا التفوق والتفرد الذي عليه الملاعب القطرية الثمانية التي تم إنشاؤها استعدادا لهذا المونديال وتحضيرا لبطولة كأس العالم للأندية والمونديال العالمي لكرة القدم 2020، التي تعتبر نقلة نوعية تتفرد بها قطر مقارنة بما هو موجود في الدول العربية على وجه العموم.

وما زاد مونديال العرب الذي غاب تسع سنوات جمالا وإبهارا أن جميع العرب والحضور الجماهيري وكأن العرب جنبا إلى جنب في مدرجات الملاعب في أبهى صورة لنبذ التعصب وعكسوا ما كان يقال سابقا على أن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا وشاهدنا العرب بلسان واحد متفقين على أن يتفقوا، إضافة إلى أن توقيت البطولة جاء متزامنا مع الأيام الوطنية لعدد من الدول، مما ضاعف التكاتف والتهاني والمباركات لتأكيد الوحدة العربية التي ينشدها شعوب الدول العربية وفي يوم الختام اكتمل العقد الفريد بأن أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو استمرار بطولة كأس العرب تحت مظلة الفيفا واعتماد اللغة العربية كلغة خامسة للغات المعتمدة في الفيفا، وهذا يحسب للظهور والتأثير العربي الذي سيضيف الشيء الكثير لدور الدول العربية خصوصا في أحقيتها لتنظيم البطولات العالمية على أراضيها، بدءا من تنظيم كأس العالم بقطر 2022.

ختاما مبروك النجاح المبهر الذي تفردت به قطر حد البذخ لتنظيم مونديال العرب والتميز الذي ظهر في كل شيء للكرنفال العربي، ومبروك للجزائر الفوز باللقب المستحق والوعد قريبا للاستمتاع ببطولة كأس العالم للأندية وبطولة كأس العالم 2022.

ترنيمة:

إذا وضعت أحدا فوق قدره.. فتوقع منه أن يضعك دون قدرك !