-A +A
حمود أبو طالب
لماذا ابتهجنا جميعاً بإعلان ولي العهد مشروع وسط جدة؟ ببساطة ووضوح وشفافية ودون مواربة، لأن جدة لم تنل ما تستحقه من مشاريع نوعية تليق بتأريخها وموقعها ومكانتها وأهميتها ذات الأبعاد المتعددة، فمنذ عقود لم تحظ إلا بما هو أساسي وضروري من الخدمات، وحتى هذه الخدمات لم تكن بمستوى الجودة المطلوبة، فتعرضت جراء ذلك لكوارث كانت أبرزها غرقها التأريخي المؤلم ذات عام، ما جعل الدولة تلتفت للأخطاء الكبيرة والقصور الكبير الذي تعانيه، وبهمة أمير المنطقة والدعم المالي الكبير تم إيجاد حلول لبعض المشاكل المزمنة، لكنها ظلت تتوق إلى ما يبرز جمالياتها من مشاريع نوعية متميزة تجعلها لائقة بوصفها عروس البحر الأحمر.

يوم قبل أمس جاءت البشارة الكبرى المبهجة بإعلان سمو ولي العهد مشروع وسط جدة الذي سيزيل الشحوب الذي غشاها، ويبرز جمالها ويجلو عن مفاتنها الصدأ ويجعلها أغنية الحالمين ومقصد الباحثين عن نبض مختلف للحياة. مشروع ضخم متعدد الأغراض، ثقافية وفنية وسياحية وترفيهية وتجارية ورياضية، مع الحرص على الهوية المعمارية الحجازية، والحفاظ على البيئة النظيفة، وتطبيق أحدث تقنيات المدن الذكية، ويكفي للتفاؤل بجودة المشروع اشتراك أكثر من 500 مهندس واستشاري من أفضل بيوت الخبرة العالمية في التخطيط للمشروع، وأيضاً يكفي للاطمئنان على انتهاء المشروع في وقته وبجودته المقررة أن ولي العهد هو من يشرف عليه ويتابعه.


هذه هي المشاريع التنموية التي تتطلع إليها مناطقنا ومدننا الزاخرة بالمقومات الغنية التي تعطي لكل منها ميزة نوعية، نحن الآن في مرحلة المشاريع الحقيقية وليست مشاريع القشور التي تذوب خلال وقت قصير. الجودة والاستدامة والجدوى والتميز هي شعار المرحلة.