-A +A
عبده خال
تحت هذا العنوان، كتبت ما لا يقل عن عشر مقالات خلال السنوات الماضية، كلها تدور حول حسرة تحريم فن من أعظم الفنون في عصرنا الحاضر، ومع كل مقالة تنهال شتائم من وقف حائلاً بيننا وبين هذا العالم المدهش.

وحين تعيد ذكرياتك مع سينما الأحواش المنتشرة في جل مدن المملكة يكاد البعض لا يصدق أن جميع الفنون كانت حاضرة في المجتمع، وجاء زمن أغلق علينا في قمقم، ومع ذلك ظلت الفنون مهاجرة تعمل وتعرض حتى تنعمنا بالحياة الطبيعة الآن.


ذلك التعنت في منع هذا الفن أصبح من الماضي، ولم يعد من الملائم ذكر الذكريات الكبريتية في هذه الأيام التي خرج فيها المجتمع للتعبير عن فنونه، نحن الآن نصنع التراكم الفني من خلال مناسبات عديدة.

جل القراء لو مر بهم إعلانات مهرجان سينما البحر الأحمر الدولي الذي سيقام غداً.. سوف يمر علينا كحدث مبهج فعلاً، وتأكيد على أن الحياة تنتصر دائما أمام أي تعنت.

غداً سيحتفل البحر الأحمر بأجمل مهرجان يعيد لهذا الفن صدارة الواجهة في بلادنا، هو ليس مهرجاناً فقط، بل فتح لاحتواء كل مناشطنا، وتحويلها إلى سجل تاريخي سينمائي، ويمكن لهذا الفن النهوض بالكثير من الطموحات الوطنية، ولأن زمننا المعاصر يستخدم السينما والدراما كأداة لإيصال الرسائل بمختلف مضامينها، وهو فن أثبت فاعلية مؤثرة على نطاق واسع وعالمي متى ما تم تسخير الأموال الداعمة والراعية، مع توفر النصوص والممثلين لتحقيق الأهداف المتعددة.

ولأن السينما صناعة، هي بحاجة ماسة لرؤوس الأموال، ودعوة أصحابها في الاستثمار في هذه الصناعة الواعدة.

وأعتقد أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي سوف يكون البذرة الرئيسة لجذب المستثمرين.

وأخيراً، غداً سيكون قص الشريط لدخول هذه الصناعة إلى عقول الأموال الباحثة عن أرباح خرافية، ولن تتحقق هذه الأرباح ما لم تكن الأفلام السينمائية المنتجة تقارع الأفلام العالمية، فكلما أنفق المال لتجويد هذه الصناعة كانت العوائد المادية والثقافية ذات ثقل يعزز قوتها الناعمة.