-A +A
ماجد الفهمي
التقيته ذات مناسبة.. رجل عُرف بعلمه الواسع وأدبه الجم وثقافته المتعددة.. وسرعة بديهته الفذة.. والجميل في أمره قربه من أمور عديده في شتى أمور الحياه ومنها ما أنتمي له وهو الرياضة والإعلام الرياضي.. يأسرك دخولاً لقلبك منذ أن تبدأ معه الحديث إذ يبادر بالمزاح تواضعاً وتلطيفاَ لأجواء الحديث وكسراً للحواجز الرسمية.

تعودنا من بعض الأحبة المتفقهين علماً وديناً وأكاديمياً أن تكون لهم أجواء لا تخرج عن طابع الرسمية.. إلا أن ما وجدته من الشيخ (عادل الكلباني) في مناسبة جمعنا فيها شيخنا الفاضل الدكتور عبدالمحسن القحطاني كان لها وقع كبير في نفسي لأمور عديدة.


الحياة لا تحتمل أن نحملها أكثر مما ينبغي.. وعلينا أن نعيشها ببساطة ووسطية.. وكلما ارتفع المرء في سلم الحياة درجة.. عليه أن ينزل أخرى تواضعاً.. فشخص مثل الشيخ عادل الكلباني ذو الميول الأزرق المصفر.. تجده يمازح بل و(يطقطق) على من معه في المجلس بشكل يجعلك تتمنى ألا تنتهي هذه الجلسة وتنصت لحديثه بغية ألا يتوقف.

الوسطية في جل الأمور هو خيار أوصى به المصطفى عليه السلام، حين كان خير الأمور أوسطها.. والشيخ الكلباني عرفناه وسطياً في كل أطروحاته لا يميل لهوىً ولا غيره.. وفي حديثي هذا لا أجر فيه إلا ما آل إليه عدد ليس ببسيط من مشجعي بعض الأندية ممن انغمسوا في التعصب الرياضي بل وصلوا حد التطرف رياضياً بشكل مقيت يجعلك تحذر وتتعوذ في ذاتك وأنت لم ترتكب ما ارتكبوه ممن يتطرفون في توجهاتهم أياً كانت..

هذا ما وصلنا إليه قبل عدة أيام حين انتشرت ملافظ لا نقبلها عرفاً ومنطقاً قبل ألا نقبلها ديناً.. حمّلوا الرياضة ما لا تحتمل.. وجعلوا من الترفيه الرياضي محور حياة يصلون معه كما قال أحدهم «أنني أمنع أبناء عمومتي ذوي الميول المنافس من مجالسي وبيتي بل ولا أتشرف بهم.!» ويقول طرف آخر وفي مكان آخر أن المنتمين لذاك النادي هم كـ ( طوووط )..!

أمر مؤسف أن نصل لهذا التطرف الرياضي والانحدار في أمور ترفيهية بهذا الشكل.. وليتهم يتخذون من (الكلباني المتعصب للوسطية) قدوة.. هو رجل ذو ميول رياضي معلن.. ولك أن تتخيل أكثر أن أصحاب الميول المنافس يحبونه ويتقبلون تعليقاته وأحاديثه الرياضية.. لهذا أقول.. كم نحتاج (عادلاً) في كل أوساطنا ومجتمعاتنا.. وأعتقد أن أهم مجتمع يجب أن تتوغل فيه الوسطية هو المجتمع الرياضي كونه ممتلئاً بشريحة هي الأكثر ميولاً بمختلف الأعمار.

شكراً لأبى خالد وخالد اللذين جمعاني بالشيخ عادل.. وكم أكون سعيداً حين أجد من يمطر الوعي على المحتاجين له.

فاصلة منقوطة؛

أسعد كثيراً كإعلامي رياضي أن أجد الحب من شرائح كبيرة ومختلفة من مختلف الميول الرياضي.. وهنا والله رأس المال والمربح.

أخيراً.. لن تورّث شيئاً عند الناس.. أكثر من سمعتك.. فاسقها حياً لتزهر عطراً لا يُنسى.