-A +A
ريهام زامكه
قال أحد الفاهمين -طيب الله ثراه-:

(الحلوة إن جلست تبان، وإن قامت تلحقها الأعيان).


بالله عليكم قولوا لي؛ من منّا لا يحب المدح أو الإطراء؟ من منّا لا (يكبر راسه) وتنفرج أساريره ويتبسم إلى درجة أن تظهر (ضروس عقله) في ابتسامته العريضة حين يمتدحه أحد.

هذه طبائع البشر حتى وإن أثنى عليك شخص بسيط سوف تشعر مؤكداً بالرضا والحبور، فلا أحد من الناس يحب الذم حتى وإن كان مذموماً وفيه من الصفات السيئة ما لا يُعد ولا يحصى.

ولأني إنسانة أؤمن كثيراً بالعِلم والدراسات وأغلب أصدقائي ومعارفي هُم من المخترعين والمكتشفين والعلماء، قال لي أحد الباحثين والمهتمين أن هُناك دراسة قد كشفت أن الإطراء يلعب دوراً هاماً في تحسين مزاج المرأة (المضروب) ونيل رضاها (المستحيل).

المُهم تلك الدراسة وجدت أن أصغر الأمور في الحياة تجعل المرأة تشعر أكثر بالسعادة وأهمها المدح والإطراء على جمالها، وشكلها، وشعرها، وأخلاقها، وملبسها، ومشربها، ومشيتها، ورقصتها، ودراستها، بل و(طول لسانها) وعصبيتها في بعض الأوقات.

وقد تبيّن أن نصف النساء اللواتي أجريت عليهن تلك الدراسة قلن إنهن يشعرن أكثر بالفرح عندما يصففن شعورهن (المنكوشة) ويسمعن جملة (ايش الحلاوه هذي) أكثر من استمتاعهن بقطعة شوكولاتة، وقالت الباقيات الصالحات منهن أن كلمة حُب واحدة من الحبيب أو مدح بهن يجعلهن يشعرن بالسعادة المفرطة أكثر مما يشعرن به عند أخذهن (لحمام مغربي) يفرك عظامهن فرك حتى يُخرج سيئاتهن من جلودهن.

وبناءً على ما تقدم؛ أعتقد أن الفائدة من هذا المقال واضحة، حتى (يفكني) الله من جماعة «وإحنا ايش استفدنا من هذا المقال؟»

دللوا نساءكم، حبوهن، غازلوهن، دلعوهن، واهدوهن أثمن الهدايا المادية لا المعنوية، اتركوا المعنوية لأصدقائكم، فليس هُناك امرأة لا تُحب الدلال، والغنج، والكلمة الطيبة، ومعها خاتم (ألماس) يرعد ويبرق في اصبعها.

لا تجعلوهن يُصبن بجفاف عاطفي، أمطروهن بعواطفكم ومشاعركم الجياشة، (تلحلحوا) يا معشر الرجال بكلماتكم المعسولة، وغزلكم الرومنسي، (تلحلحوا) لا بارك الله في البرود الذي يصيب العلاقات بعد عُمرٍ فيدمرها.

وبعد كل ما نصحتكم به، ومن مبدأ، (خدي الحلو واقعدي قباله، وإن جعتي كُلي من جماله)، أتمنى لكل المُحبين حياة سعيدة، مليئة بالحُب، وبعيدة عن (الخناقات) والمُلاسنات والمشاحنات و(المَسبات) ما خف منها وما ثقل.

أتمنى من بعد اليوم أن لا يخاطبني أي أحد إلا بكلمة مدح أو اطراء حتى يسعدني ويرضي غروري، وعلى سبيل (المقال):

يا حلوة، يا قمر، يا مثقفة، يا جميلة، يا عسل، يا قشطة، ولا أقولكم بلاش عسل وقشطة هذه، أولاً لأني لا أحب الغزل (المدبّق) بصراحة، وثانياً أخاف تشتروا (بريال عيش) !

(على الهامش):

يا رب اغفر لي كذبي المتعمد في هذا المقال الصادق والجميل (ككاتبته) المحترمة.