-A +A
مي خالد
لماذا نحكي قصص المدن وكيف نحكيها؟ وما هو دور تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي الحديثة، وما دور التوثيق والكتابة والبحث في الأرشيف وفي ذاكرة الناس في فهم روايات المدينة وخاصة الروايات العادية والهامشية غير الرسمية؟

هناك جواهر مخفية في الشوارع الخلفية للمدن، فنون بصرية وأغنيات ومسرح مفتوح في الهواء الطلق وكرنفالات إلى جانب بعض الجرائم التي لا ترقى لاعتبارها جرائم جنائية.


مدينة الرياض أشبه بدولة صغيرة إذا وضعنا في الحسبان محافظاتها مترامية الأطراف. كل يوم ينمو حي سكني جديد هنا وهناك، وأغلب هذه الأطراف تواصل الازدهار والتوسع باستمرار ودون هوادة.

ولكن بسبب عدم وجود آلية توثيق مناسبة، فإن قصصهم وتاريخهم وموروثاتهم لم يتم تسجيلها في الغالب.

كانت هناك مجهودات فردية متواضعة بين الحين والآخر إلى أن أنتجت هيئة الترفيه حلقة رائعة عن: شارع العصارات، وهو أحد الشوارع العريقة في العاصمة الرياض. والمجهود الرائع في هذه الحلقة قاده وأعده وقدمه الإعلامي محمد الهمزاني.

هذا الشارع بالتحديد تقع فيه ثلاثة أندية رياضية هي: الهلال والنصر والشباب، ولكم أن تتخيلوا حيوية شارع كهذا. أما سبب تسمية هذا الشارع كما ورد في الحلقة فهو بسبب انتشار محلات العصير والوجبات الخفيفة فيه، والتي كانت سابقة في مدينة مثل الرياض.

ونحن على موعد مع حلقات قادمة لشوارع وحارات أخرى، فهذه السلسلة تلعب دورًا مهمًا في توثيق فترات مهمة في تاريخنا. ولعلها ليست حلقات وثائقية، لكنها بالتأكيد كبسولات زمنية ليس فقط لأحداث الماضي، ولكن أيضًا لأحداث الحاضر التي يمكن أن تؤثر وتغير الطريقة التي ندرك بها شكل حياتنا وثقافتنا، والذي قد يصعب علينا رؤيته بشكل مباشر.