-A +A
عبدالرحمن الجديع
بينما ينتاب العالم من حولنا القلقُ، في ظل الظروف الصعبة والتحوّلات التي تشهدها مجتمعاتها، نلاحظ أنّ المجتمع السعودي يمضي في انتقالات متواترة ومؤثرة تحفز الطاقات الإيجابية، وتخلق الإبداع، وتنمّي المشاركة الفاعلة لتحقيق رؤية 2030 التي وضعتها القيادة الشابة الملهمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بتوجيه سديد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

أينما يمم الإنسان وجهه، ثمة إنجازات وتطورات متلاحقة، وهناك استحقاقات تواكب العصر، وتستجيب بمرونة لمتطلبات المرحلة المقبلة وتحدياتها، من خلال إقامة المشاريع الاقتصادية العملاقة التي أخذت بمعايير ومفاهيم التنمية المستدامة واستشراف متطلبات المستقبل، وفقاً للتفكير الإستراتيجي الجديد للقيادة التي تعمل، بلا كلل أو ملل، على خلق روح العمل الإبداعي الذي ينهل من ينابيع الفرح، ويشحذ روح الأمل بين الشباب والشابات، فتنهض الهمم، ويبدأ التفاعل البناء في مجتمع حيّ ديناميكي.


ما تؤديه مختلف المؤسسات الحكومية من اشتباك مع متطلبات المواطن أمر جليٌّ للعيان، ولعل ما تقوم به وزارة الثقافة، من جهود استثنائية، يجسّد التفاعل الإيجابي، ويؤسس لمفاهيم تضع في عين الاعتبار الاحتكاك الحضاري، والتثاقف بين الأمم، سواء عبر إقامة الفعاليات أو المعارض أو النشاطات التي تزرع بذور الفرح والمحبة والجمال لتنبت غابات الإنسانية والإخاء الكونيّ.

لقد أسهمت هذه الوزارة في خلق فضاءات جديدة، وجذبت انتباه العالم، بفضل عملها الدؤوب المبتكر، والحراك الثقافي والمعرفي الذي كان مرآة لبيئة المجتمع السعودي النابض بالحياة والتنوّع الثقافي والوعي الجمعي والقيمي، بعيداً عن مفاعيل التخلف والانتماء التمييزي، مما فتح نوافذ الأمل، ومنح الطاقات الخلاقة الفرصة لتعكس متعة الحياة وحركيتها وثراءها الذي لا يعرف الحدود ولا السدود، ولا يتقن إلا لغة التحليق.

الصورة المشرقة للمملكة التي تشع الآن صفاءً وإبداعاً في النسق الجديد من هذه المرحلة المتوهجة، تؤكد على مكانة الإنسان، وأهمية استحقاقه للعيش بسعادة، لأنّ مباهج الفرح تسهم في بلورة رؤية إيجابية قوامها الطمأنينة والثقة بالذات وتكثيف التفاؤل.

إنه محضُ قبضٍ على الريح أن يُقال إن الحياة كلها فرح وانسجام وغبطة، ولكن يجب العمل على خلق الفرص، وتحفيز الهمم، وزرع زهرة التفاؤل والرضى والقناعة، وعدم إعاقة مسارات ثقافة الانفتاح والاشتباك مع الفرح. الأمل أنشودة الحياة والجالب للسعادة، ففيه تتجلى الحياة وينتصر الإنسان ويسعد.

الأمل لا يطرق أبواب الخمول، وينأى عن الطاقة السلبية التي يولّدها اليأس والإحباط والاستسلام. يقول برناردشو: «بعض الناس يرون الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا، وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبداً ويتساءلون لمَ لا».