-A +A
مي خالد
يقول نيلسون مانديلا:

«التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم».


بالطبع التعليم سلاح قادر على تغيير العالم ولكن ليس عبر نظامنا التعليمي الحالي، نظام الالتحاق بالمدارس وتقسيم الطلاب في الفصول حيث يتحلقون حول سبورة ومعلم ومقرر موحد بين الجميع.

لدي مشكلة دائمة مع المدارس، ربما لأني عشت أسوأ أيام حياتي في المدرسة. وأعتقد أن كثيرا من القراء يكرهون أيام المدرسة.

لكن دعونا نسأل في البداية: كيف ظهرت المدارس؟ ولماذا تسعى الدول لإنجاح التعليم النظامي رغم عيوبه؟.

في أوائل القرن العشرين، تم تطبيق قوانين عمالة الأطفال. لذا بدأ الأطفال في قضاء وقتهم في المدارس. لقد تم بناء المدارس لغرض وحيد هو إنتاج عمال مصانع من الدرجة الأولى.

لكن مع تسارع الحياة فشل المخطط. وأصبح التعليم الحالي معيبا فهو يقتل الإبداع ويتجاهل فردية الطالب، على سبيل المثال هناك تفاوت في سرعة تعلم الطلاب، لذا غالبا يكون المعلم أسرع من قدرات بعض الطلاب على الفهم، وأبطأ من قدرات آخرين. فمابالك بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يحطم نظامنا التعليمي الحديث (التقليدي) قلوب وآمال الطلاب المصابين بعسر القراءة أو التوحد أو المصابين بـ ADHD.

وبالرغم من كثرة المناهج والحصص لكن هذا التعليم الأكاديمي منفصل عن واقع الحياة فلا ينمي المهارات الأساسية للعيش.

وهو لاينمي حرية التعبير أو ثقة الطالب بنفسه، لذا نجد أغلب طلابنا لايجيدون الحديث العام ولايملكون طلاقة في التعبير عن أفكارهم الذاتية.

كما أن النظام التعليمي الحديث يخلق تفاوتا طبقيا لأن الدرجات تخلق فجوة بين الطلاب المتفوقين والطلاب ذوي التحصيل الأكاديمي الأقل. وينجح الأعلى درجات بالالتحاق بالجامعات المرموقة، بينما يحصل الآخرون على معاهد وجامعات أقل نجومية وبعد ذلك حين يتخرجون للمجتمع يظهر هذا التمييز الغريب بين الخريجين.

أما الحياة الاجتماعية الصاخبة في المدارس فهي صداقات مؤقتة لاتدوم طويلا بعد التخرج، لأسباب مختلفة سأذكرها في مقال قادم.