-A +A
هيلة المشوح
أعلنت اللجنة الانتخابية في إيران السبت الماضي، فوز إبراهيم رئيسي بنسبة 61.95% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ويعد رئيسي من أكثر السياسيين تشدداً وتطرفاً ومناهضةً للانفتاح ومن المقربين جداً للمرشد الأعلى. ويرى بعض المراقبين للشأن الإيراني أنه الخليفة المحتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي الذي يعاني المرض منذ عدة سنوات، فهو طالبه النجيب في الحوزة الدينية بمدينة مشهد، والمنفذ لكل قراراته والسائر على خطاه سواء في الصعود إلى كرسي الرئاسة، أو كرسي المرشد.

ارتبط اسم الرئيس الإيراني المنتخب «إبراهيم رئيسي» بلجان الموت الإيرانية التي قُدم على أثرها الآلاف من معارضي نظام الملالي إلى حبال المشانق بعد الثورة الخمينية وبعيد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، وكان رئيسي حينها مسؤولاً عن القضاء الإيراني، ما خوله بتشكيل لجنة شاركت في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء من مختلف الأحزاب والجماعات السياسية، خاصة من أنصار جماعة مجاهدي خلق المعارضة.


عام ١٩٨٨، التي تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان باستخدام نفوذه القضائي وتسنمه المؤسسة القضائية -آنذاك- أدرج اسمه بعدها على قائمة العقوبات الأمريكية لانتهاكات حقوق الإنسان.

بعد ساعات من فوز رئيسي أرسلت جماعة الحوثي ١٧ طائرة مسيرة مفخخة وصاروخا تجاه المملكة العربية السعودية باستهداف إجرامي للمدنيين في عدة مناطق سعودية، وفي رسالة تحمل الكثير من المعاني من جانب الذراع العسكري الإيراني في اليمن، وهنا يجب أن لا تعول المنطقة العربية على موقف جاد من الإدارة الأمريكية التي أعلنت فوز رئيسي على لسان المتحدث باسم خارجيتها: «سياستنا تجاه إيران مصممة لتعزيز المصالح الأمريكية، بصرف النظر عمن في السلطة»، فالمصالح الأمريكية تسبق أي مواقف سابقة أو لاحقة!

لو استحضرت أبشع صورة إعدامات قد تمر عليك، فلا شك أنك لن تجد -عزيزي القارئ- أكثر بشاعة من صور الجثث المتدلية من الرافعات في ساحة المعركة في طهران عام ١٩٨٨، وهي ذات الصورة التي صاغها وصنعها عراب لجان الموت ونفذها من أصبح اليوم يتسنم هرم السلطة في إيران فهل ننتظر سلاما في المنطقة وبالقرب من هذه الدولة المارقة بعد اليوم؟!