-A +A
خالد السليمان
مرت بي رسالة «واتس» كتبها محلل غفلة يبدو أنه يكتب وهو نائم كما يمشي البعض وهو نائم، يزعم فيها أن باكستان وتركيا هددتا بالتدخل ضد إسرائيل في قتال غزة الأخير باستخدام سلاح الجو، وأن الولايات المتحدة تبلغت الإنذارات ونقلتها إلى إسرائيل التي بادرت للعمل على وقف إطلاق النار !

أرسلت الرسالة على الفور إلى سلة المهملات كما أفعل يوميا مع عشرات الرسائل «الواتسية» المزيفة أو ذات خيال التأليف الواسع، لكنني فوجئت لاحقا بأن الدكتور عبدالله النفيسي الذي يصنف كمحلل ومفكر سياسي يغرد بنفس المحتوى ويربط مسارعة إسرائيل إلى عقد الهدنة بالخشية من تدخل سلاحي الجو التركي والباكستاني، وقام آلاف بإعادة تدوير التغريدة والتعليق عليها والتهليل والتكبير لنسور الجو الأتراك والباكستانيين !


طبعا لا يوجد نصف عاقل ولن أقول عاقلا يصدق أن تركيا وباكستان يمكن أن تتورطا أو حتى تملكا القدرة على التورط في قتال غزة، لكن سذج الشعارات كالعادة يصدقون كل شيء يقوله تجار دكاكين الشعارات الذين يراهنون على سذاجة عقود من التبعية المطلقة، بدليل أن لا أحد من هؤلاء السذج توقف ليسأل نفسه لماذا تقصف إسرائيل غزة بصواريخ صنعت بعض أجزائها في تركيا ؟! أو تنتظر النصرة من باكستان بينما حزب الله يقبع على حدود إسرائيل ولم يطلق «شرخا» واحدا باتجاه إسرائيل نصرة لغزة ؟! أو لماذا لا يزحف فيلق القدس من إيران نحو إسرائيل عبر الطريق الإيراني السريع الذي يخترق العراق وسورية ؟!

بالتأكيد هم لا يفكرون، فعادة القطيع أن يتبع الجرس المعلق بقائده حتى لو قفز من فوق جرف الجبل !