-A +A
خالد السليمان
قابلت وحادثت أشخاصا من مختلف الأعمار يرفضون تماما تلقي لقاح كوفيد ١٩ وعبثا حاولت إقناعهم بأهمية اللقاح وإسهامه في تحقيق المناعة المجتمعية التي ستعيد الحياة إلى طبيعتها، لكن لكل منهم قناعته الذاتية بأن القرار شخصي، وأن من حقهم التحوط من الآثار الجانبية المحتملة للقاح أو على الأقل انتظار مرور الوقت الكافي لدراسة آثاره !

في الحقيقة لا يوجد لقاح أو دواء على وجه الأرض ليس له احتمالات آثار جانبية، ولو قلبنا أي علبة دواء حتى علبة إسبرين لفجعنا من الآثار الجانبية التي قد تعود على بعض مستخدميه، لكنها آثار نادرة جدا وتلزم القوانين في معظم الدول شركات الأدوية بتدوينها !


في بداية الجائحة كتبت أن اللقاح سيصبح إلزاميا بحكم الأمر الواقع مع مرور الزمن، فالسفر والتنقل بين الدول ودخول الكثير من الأماكن العامة سيربط به، وهو ما حصل بالفعل، فعندما تصبح آثار الجائحة مدمرة للحياة الطبيعية ومؤثرة في الاستقرار الاقتصادي، لا تعود بعض القرارات شخصية بل مرتبطة بالصالح العام، ويصبح من حق المجتمع حماية نفسه واستقرار حياته وانتظام عمله، ومن حق السلطات اتخاذ القرارات التي تحقق هذه الحماية والاستقرار والانتظام !

لا أحد يستطيع أن يعيش في عزلة أبدية، والرافضون للقاح اليوم يملكون بعض الوقت، لكن في النهاية سيجدون أنفسهم أسرى العزلة، ولن يكون أمامهم سوى خيار وحيد هو تلقي اللقاح أو وداع الأماكن العامة وبالتالي وداع الحياة العامة !