-A +A
خالد السليمان ‬
يقول بعض إعلام اليسار العربي تعليقاً على ردود السعوديين على وزير خارجية لبنان المستقيل واستشهادهم بالتقدم التنموي والتأثير الدولي الذي وصلت إليه بلادهم: لولا النفط ما بلغتم ذلك، وهو رأي يشاركهم إياه بعض منظري التيارات الإسلاموية، وتحالف الأضداد اليساريين والإسلامويين يقوم عندما يتعلق الأمر بمعاداة دول الخليج وكراهية شعوبها !

في الحقيقة كان النفط من الأدوات التي ساعدت دول الخليج العربية على التقدم وتحقيق الأحلام، لكن النفط لا يصنع المعجزات من نفسه بل يصنعه الإنسان الذي يستثمره ويوظفه للتنمية والتقدم والرخاء، فالعراق وليبيا امتلكا النفط، والجزائر امتلكت الفوسفات والزنك والحديد، وكان العراق ثالث دولة نفطية على مستوى العالم، فأنظمة حكم تلك الدول المتعاقبة امتلكت الثروات ولكن شعوبها ظلت تعاني من الفقر والحاجة للتنمية، وبدلاً من أن تتوجه أصابع النقد لمحاسبة تلك الأنظمة على فسادها وفشلها في تطويع الثروة لخدمة شعوبها اتجهت مشاعر الكراهية لأنظمة الخليج وشعوبها على نجاحها وتقدمها، وكأن المشكلة تكمن في النجاح وليس الفشل !‬


عندما كانت دول وشعوب الخليج تعاني من جفاف الصحراء وفقر الغذاء لم تطالب أحداً أن يشاركها ثرواته، ولم تحسد أو تكره شعوب البلاد العربية على نعم الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة والأجواء العليلة بل على العكس تجد في أشعار رحالتنا وعقيلاتنا كل مشاعر الحب والحبور لأحوال العرب والمسلمين الرغيدة !

لذلك يجب أن نعيد تعريف معنى الكراهية التي يكنّها بعض العرب للخليجيين وتمنيهم انهيارها وتبدد ثرواتها، فهي ليست كراهية بل حسد، ولو فقد الخليجيون نفطهم اليوم أو سقطت معادلة التنمية عند حكامهم لتحولت مشاعرهم غداً !