-A +A
حمود أبوطالب
«إصلاح اقتصادي يرفع إيرادات الميزانية السعودية 7% في الربع الأول.. ويخفض العجز 78%».

جملة قصيرة مختصرة بسيطة مباشرة، لكنها تحمل في حروفها ألف معنى ومعنى، وألف دلالة ودلالة، وتشير إلى ما كنا فيه وما أصبحنا عليه. لست متخصصاً في الاقتصاد، وإنما أكتب بانطباع المتابع والمراقب لكل ما يحدث في وطننا، ولذلك استوقفني هذا الخبر الذي جاء ضمن جملة الأخبار المدهشة المتوالية التي اعتدنا عليها في مرحلتنا الجديدة.


دعونا نتحدث فقط عن العام الماضي الذي فاجأنا بجائحة كورونا ونتأمل كم هي المبالغ الضخمة التي اضطرت الدولة لصرفها بشكل عاجل على كل احتياجات وجوانب الجائحة وتبعاتها، صحياً واقتصادياً واجتماعياً، لضمان أفضل خدمات صحية وقائية وعلاجية للمواطنين في الداخل والخارج، وللمقيمين لدينا، مجاناً وبأعلى مستويات الجودة. ودعونا نتأمل حجم الدعم لكل القطاعات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص لضمان سير وتيرة الحياة بشكل طبيعي وعدم تضرر المواطنين في أعمالهم ومعاشهم. نستطيع بسهولة العودة إلى معلومات تؤكد كم هي المليارات التي تم ضخها في كل القطاعات بشكل سريع تحت ضغط المفاجأة.

ولكن ها نحن نتلقى الأخبار الجيدة أنه رغم كل ذلك فإن إيرادات الميزانية ارتفعت بنسبة 7%، وانخفض العجز بنسبة 78%، فماذا يعني ذلك. ببساطة هو يعني أن هناك إدارة رشيدة واعية حكيمة متمكنة من أفكارها وخططها وأدواتها لتسيير الوطن بأمان في كل الظروف، وتجاوز المفاجآت بنجاح مهما كانت قسوة ضغوطها. لا شيء متروك للصدفة، هناك خطط لكل الاحتمالات، وهناك رؤية أبعد من العمل للحاضر فقط.

هكذا هي الإدارة الناجحة للأوطان، فليدم الله علينا هذه النعمة التي تفتقدها كثير من الدول رغم ثرواتها الطبيعية والبشرية، بسبب سوء الإدارة وتدني قيمة المواطن والمغامرات الهوجاء والتخبط في كل شيء.