-A +A
حمود أبو طالب
يحل علينا شهر رمضان الكريم ونحن في قلق شديد من ارتفاع منحنى الإصابات بكورونا، تصاحبه رجاءات وزارة الصحة وبقية الجهات ذات العلاقة بضرورة الالتزام بتعليمات الوقاية، مع رسائل غير مباشرة بأنه إذا لم نلتزم واستمر المنحنى في الارتفاع فذلك بسببنا، وسوف تضطر الدولة لفرض ما تراه مناسباً من إجراءات لحمايتنا من استهتارنا بأنفسنا. والحقيقة التي لا يحسن بنا إنكارها أننا إذا لم نكن ملتزمين خلال الفترة الماضية فإن شهر رمضان ربما يصل فيه عدم الالتزام أقصاه، بحكم بعض عاداتنا الرمضانية التي نصر على استمرارها دون مراعاة للظروف الاستثنائية وما قد نتسبب فيه من خطر كبير علينا.

بكل صراحة، نحن بحاجة إلى ما يشبه قوات الردع لضبط الكثير خلال هذا الشهر، فنحن قبل دخوله ما زلنا نشاهد الزحام في مواقع التسوق والمولات وغيرها من الأماكن العامة دون التزام البعض بوضع الكمامات كما يجب، ودون تطبيق التباعد، وأحيانا التكدس والاختلاط المباشر دون وجود ميداني لجهات الضبط والربط، فما بالكم بما سيحدث في رمضان الذي ينفلت فيه عقال الناس من بعد الظهر إلى فجر اليوم التالي.


مراكز التسوق الكبيرة، المولات، سوف تعمل 24 ساعة، ولنتخيل ماذا سيحدث فيها إذا لم يتم تحديد الأعداد التي تتواجد على دفعات، خصوصاً في الأيام الأخيرة من الشهر واقتراب العيد. المتاجر الكبرى والصغرى للمواد الغذائية لا تكاد تجد فيها موطئ قدم من الآن، ولا أحد مهتماً بفض هذا الاشتباك الذي لا يوجد له أي مبرر معقول. كل الأماكن العامة سوف تزدحم كتقليد رمضاني بغض النظر عن الوضع الراهن.

رمضان الماضي كنا نتوسل إلى الله أن يزيل الغمة ويرفع عنا كرب الحصار، وقد لطف الله بنا وعادت الحياة لكننا نصر على إفساد الأمور، فيا أيها المسؤولون تدخلوا بالحزم حتى لا يجني المستهترون على الملتزمين ويتضرر الجميع.